مركز الدليل العقائدي

مركز الدليل العقائدي

خطبة عليّ ابنة أبي جهل قصة نسجَتْها يدُ الخيال وصنعتها الأوهام

تفاصيل المنشور

الاشكال

تقولون إن عليّاً كان معصوما من الخطأ، طيب: المعصوم عن الخطأ خاصتكم أراد أن ينكح ابنة أبي جهل حتى غضب رسول الله صلى الله عليه وسلم فرجع عن ذلك، ألا يبطل هذا الفعل عصمته؟!

المستشكل

رائد الملكي

تفاصيل المنشور

الاشكال

تقولون إن عليّاً كان معصوما من الخطأ، طيب: المعصوم عن الخطأ خاصتكم أراد أن ينكح ابنة أبي جهل حتى غضب رسول الله صلى الله عليه وسلم فرجع عن ذلك، ألا يبطل هذا الفعل عصمته؟!

حديث تعرض أمير المؤمنين (عليه السلام) لخطبة ابنة أبي جهل الأمر الذي أغضب البضعة الزهراء (عليها السلام) وذهبت إلى أبيها رسول الله غاضبة فقال (صلى الله عليه وآله وسلم) لا تجتمع ابنة عدو الله مع ابنة رسول الله، رواه البخاري ومسلم والنسائي وابن ماجة عن طريق المسور بن مخرمة، وانفرد الترمذي بروايته عن ابن الزبير.
وهذا الحديث لا حجة للخصوم فيها على الشيعة، لأنه من مروياتهم، كما ان رائحة الوضع في هذا الحديث تبدو واضحة، ويكفينا هنا أن نذكر ثلاثة من رواتها وهم: (أبو هريرة، وعبد الله بن الزبير، والمسور بن مخرمة)، وكل هؤلاء من المنحرفين عن عليّ (عليه السلام).
أما ابو هريرة، فانحرافه عن عليّ (عليه السلام) وميوله إلى معاوية أشهر من أن يُذكر، وكذبه في الأحاديث على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أشهر من أن يخفى، وضرب عمر له بالدرة بسبب كذبه على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) معلوم مشهور. [انظر: شرح نهج البلاغة لابن ابي الحديد المعتزلي، ج4، ص 67، تذكرة الحفاظ للذهبي، ج1، ص7، وجامع بيان العلم وفضله لابن عبد البر، ج2، ص 121].
أما عبد الله بن الزبير، فعداوته لعليّ (عليه السلام) قد بلغت به حداً أنه ترك الصلاة على النبي محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) في أربعين جمعة حتى لا يذكر آل محمد معه، وكان يقول: إنه لا يمنعني من ذكره إلا أن تشمخ رجال بآنافها. [انظر: مروج الذهب للمسعودي، ج3، ص73، وشرح النهج للمعتزلي، ج4، ص 62].
وعبد الله بن الزبير هذا هو الذي جاء لخالته عائشة بخمسين رجلاً يشهدون زوراً بأن المكان الذي هي فيه ليس بماء الحوأب، حتى تواصل طريقها في حربها لعليّ (عليه السلام)، وكانت أول شهادة زور في الإسلام. [انظر: الإمامة والسياسة لابن قتيبة، والمعيار والموازنة للإسكافي، ص56].
أما المسور بن مخرمة، فحديث عروة الذي ذكره الذهبي في (سير أعلام النبلاء) [ج3، ص151، وفي (تاريخ الإسلام) [ج5، ص 246]، والذي قال فيه: فلم أسمع المسور ذكر معاوية إلا صلى عليه. (انتهى)
فيكفينا أن نعرف من خلاله واقع الرجل وميوله لخصوم عليّ (عليه السلام) إلى درجة الصلاة عليهم.
فالحديث مرفوض عند الشيعة متنا وسندا، وقد أشار ابن حجر إلى ذلك في (الفتح) حينما ذكر تكذيب السيد المرتضى للخبر، لأنه من رواية المسور وكان فيه انحراف عن عليّ (عليه السلام). [انظر: فتح الباري، ج7، ص86].
وقال في (تهذيب التهذيب) في ترجمة المسور: ((… ووقع في صحيح مسلم من حديثه في خطبة عليّ لابنة أبي جهل قال المسور سمعت النبي (ص) وأنا محتلم يخطب الناس فذكر الحديث، وهو مشكل المأخذ، لأن المؤرخين لم يختلفوا أن مولده كان بعد الهجرة وقصة خطبة عليّ كانت بعد مولد المسور بنحو من ست سنين أو سبع سنين فكيف يسمى محتلما …)) [تهذيب التهذيب، ج10، ص137].
والحمد لله أوّلا وآخراً، وصلّى الله وسلّم على سيّدنا ونبيّنا محمّد وآله الطيّبين الطاهرين المعصومين المنتجَبين.