مركز الدليل العقائدي

حديث (لا تصلوا عليّ الصلاة البتراء) موجود في كتب السنة بلفظه ومعناه

تفاصيل المنشور

السؤال

الرافضة أقاموا الدنيا وما أقعدوها بالصلاة البتراء وهو لا أثر له في كتب السنة مطلقا مطلقاً، وإن بحثتم أخوة الإيمان ستجدونه في عقول الشيعة الكذابين الذين يتخذون من الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم ديناً يتعبدون الله به!! 

السائل

عبد الله التميمي 

تفاصيل المنشور

السؤال

الرافضة أقاموا الدنيا وما أقعدوها بالصلاة البتراء وهو لا أثر له في كتب السنة مطلقا مطلقاً، وإن بحثتم أخوة الإيمان ستجدونه في عقول الشيعة الكذابين الذين يتخذون من الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم ديناً يتعبدون الله به!!

بسمه تعالى
والحمد لله وكفى، وسلام على عباده الذين اصطفى محمد وآله المطهرين..
قبل أن نذكر لك مصدر حديث (لا تصلوا عليّ الصلاة البتراء) نلفت نظرك إلى أن صحاحكم وكتبكم تشهد ببطلان الصلاة على النبي من دون ضم الآل إليه، فقد روى البخاري في صحيحه عندما نزل قوله تعالى: {إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليماً} أقبل الصحابة يسألون النبي صلى الله عليه وآله وسلم: يا رسول الله كيف الصلاة عليكم أهل البيت، فإن الله قد علمنا كيف نسلم؟ قال: قولوا: اللهم صل على محمد وآل محمد كما صليت على إبراهيم وآل إبراهيم إنك حميد مجيد. [صحيح البخاري، ج4، ص146 كتاب بدء الخلق].
وهذه الكيفية في الصلاة على النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قد تواتر نقلها عن اثنتي عشر صحابياً يرويها أصحاب الصحاح والسنن والمسانيد والمحدثون في كتبهم، منهم: أمير المؤمنين عليّ (عليه السلام)، وابن عباس، وابن مسعود، وزيد بن خارجة، وأبو هريرة، وأبو مسعود الأنصاري وغيرهم.
قال الصنعاني في كتابه (سبل السلام): ((الصلاة عليه لا تتم ويكون العبد ممتثلاً بها حتى يأتي بهذا اللفظ النبوي الذي فيه ذكر الآل، لأنه قال السائل: كيف نصلي عليك؟ فأجابه بالكيفية أنها الصلاة عليه وعلى آله، فمن لم يأت بالآل فما صلى عليه بالكيفية التي أمر بها)). [سبل السلام، ج1، ص305].
وجاء عن الشوكاني في كتابه (فتح القدير): ((وجميع التعليمات الواردة عنه (صلى الله عليه وآله وسلم) في الصلاة عليه مشتملة على الصلاة على آله معه إلا النادر اليسير، حتى أن النووي يرى عدم مشروعية الصلاة على النبي وحده مالم يكن معه آله)) [فتح القدير، ج4، ص380].
أما إنكارك لحديث (لا تصلوا عليّ الصلاة البتراء) ودعواك بعدم وجوده في المصادر السنية فمردودة بما أورد السخاوي لفظاً في كتابه “القول البديع” عن “شرف المصطفى” لأبي سعد أنه روي عن النبيّ صلّى الله عليه وآله أنه قال: ((لا تصلّوا عليّ الصلاة البتيراء، قالوا: وما الصلاة البتيراء يا رسول الله؟ قال: تقولون: اللهم صلّ على محمّد، وتمسكون، بل قولوا: اللهم صلّ على محمّد وعلى آل محمّد)) [القول البديع، ص 45].
وأخرج السهمي (ت/427 هـ) في “تاريخ جرجان” بسنده إلى علي بن الحسين عن أبيه عن جدّه قال: ((إنّ الله فرض على العالم الصلاة على رسول الله صلّى الله عليه وآله وقرننا به، فمن صلّى على رسول الله صلّى الله عليه وآله ولم يصلّ علينا لقي الله تعالى وقد بتر الصلاة عليه وترك أوامره)) [تاريخ جرجان، ص189].
وقال الطهطاوي في حاشيته على مراقي الفلاح: ((وأما الآل فلقوله صلى الله عليه وسلم: “لا تصلوا عليّ الصلاة البتراء” قالوا: وما الصلاة البتراء يا رسول الله؟ قال: “تقولون اللهم صل على محمد وتمسكون، بل قولوا: اللهم صل على محمد وعلى آل محمد”, ذكره الفاسي وغيره)) [حاشية الطهطاوي على مراقي الفلاح، ص12].
وجاء عن الديلمي (ت/509 هـ) في كتابه “فردوس الأخبار” عن أنس بن مالك عن رسول الله صلّى الله عليه وآله قال: ((من ذكرت بين يديه فلم يصلّ عليّ صلاة تامّة، فلا هو منّي ولا أنا منه)). [الفردوس بمأثور الخطاب، ج3، ص634]. والمراد الصلاة البتراء.
والحمد لله أوّلا وآخراً، وصلّى الله وسلّم على سيّدنا ونبيّنا محمّد وآله الطيّبين الطاهرين المعصومين المنتجَبين.