تفاصيل المنشور
- المستشكل - أبو حفص عبد الله
- المُجيب - مهدي الجابري الموسوي
- 43 مشاهدة
تفاصيل المنشور
حديث (حب علي حسنة لا يضر معها سيئة) من أخطر الأحاديث الشيعية على المجتمع الاسلامي لأنّها تشجع على ارتكاب المعاصي ونشر الفساد والفجور كالزنى والسرقة وغيرها اعتمادا على حب علي رضي الله عنه فما نشهده اليوم في الاوساط الشيعية من انتشار هذه المعاصي وارتكاب الموبقات كان سببها هذه الأحاديث وغيرها!!
المستشكل
أبو حفص عبد الله
حديث (حب علي حسنة لا يضر معها سيئة) من أخطر الأحاديث الشيعية على المجتمع الاسلامي لأنّها تشجع على ارتكاب المعاصي ونشر الفساد والفجور كالزنى والسرقة وغيرها اعتمادا على حب علي رضي الله عنه فما نشهده اليوم في الاوساط الشيعية من انتشار هذه المعاصي وارتكاب الموبقات كان سببها هذه الأحاديث وغيرها!!
الأخ عبد الله، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
إنّ هذا الحديث من الأحاديث النبوية الشريفة التي لا ينفرد بنقلها الشيعة فقط، وإنما ينقله ويرويه غيرهم من علماء أهل السنّة أيضاً، فقد ذكره جملة من علمائكم:
1 – ذكره الخوارزمي في مناقبه: ص76 (ط النشر الاسلامي 1414هـ).
2 – ذكره الصفوري الشافعي في نزهة المجالس ج2 ص207، ومختصر المحاسن المجتمعة في فضائل الخلفاء الأربعة (ط دار ابن كثير) ص 161.
3 – ذكره المناوي في كنوز الحقائق (ط بولاق بمصر) ص 53 و57 و67.
4 – ذكره القندوزي في ينابيع المودة ص 180 و239 و252 و91 و (ط دار الأسوة 1416هـ) ج1 ص375 وج2 ص75 و292.
5 – ذكره الديلمي في الفردوس بمأثور الخطاب 2: 142 ح2725.
6 – ذكره الدهلوي في فضائل الخلفاء ص148.
وقد شرح علماء الشيعة الإماميّة هذا الحديث وبيّنوه للناس بما يرفع اللبس فيه، وأنّ المراد به أهل الإيمان وليس كلّ أحد؛ لأنّ حبّه (عليه السلام) لا يكون إلّا عند المؤمنين، وزعمك انتشار المعاصي وارتكاب الموبقات في الأوساط الشيعية بسبب هذا الحديث ليس صحيحاً وهو مجانب للصواب ولا يمت إلى الواقع بصلّة وكأنّه للتحامل والتعصب الأعمى أقرب، وهل الأوساط السنيّة الآن كلها لا توجد فيها معاصي ولا موبقات وأهلها كلهم منزهون عن الذنوب حتّى خصصت الشيعة بهذا الكلام، والقرآن الكريم يقول بأن النفس البشرية ميّالة بطبعها إلى ارتكاب المعاصي إلا ما رحم ربّي: {إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّي إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ} [يوسف: 53].
فما قولك إذن فيما ذكره الشيخ ابن باز في فتاواه، بقوله: (من مات على التوحيد لا يشرك بالله شيئا فإنه من أهل الجنة وإن زنى وإن سرق، وهكذا لو فعل معاصي أخرى كالعقوق والربا وشهادة الزور ونحو ذلك) [فتاوى نور على الدرب، ج6/ص51].
وما قولك في ما ورد في صحاحكم من الأحاديث التي تغري بالمعاصي، كهذا الحديث الوارد في صحيح البخاري: (أنّ أبا الأسود الديلي حدّثه أنّ أبا ذر حدّثه قال اتيت النبي صلى الله عليه وسلم وعليه ثوب ابيض وهو نائم ثمّ أتيته وقد استيقظ فقال ما من عبد قال: لا إله إلا الله، ثمّ مات على ذلك إلا دخل الجنة ” قلت: وإن زنى وإن سرق؟ قال: “وإن زنى وإن سرق ” قلت: وإن زنى وإن سرق؟ قال: “وإن زنى وإن سرق ” ثلاثا، ثم قال في الرابعة: “على رغم أنف أبي ذر”[صحيح البخاري: ج7/ص149 باب الثياب البيض].
قال ابن حجر العسقلاني في الفتح: “قال الطيبي: قال بعض المحققين: قد يَتخذ من أمثال هذه الأحاديث المبطلة ذريعة إلى طرح التكاليف وإبطال العمل ظنا أن ترك الشرك كاف وهذا يستلزم طي بساط الشريعة وإبطال الحدود وأن الترغيب في الطاعة والتحذير عن المعصية لا تأثير له بل يقتضي الانخلاع عن الدين والانحلال عن قيد الشريعة والخروج عن الضبط والولوج في الخبط وترك الناس سدى مهملين وذلك يفضي إلى خراب الدنيا بعد أن يفضي إلى خراب الأخرى”. [فتح الباري في شرح صحيح البخاري: ج11/ص270].
ودمتم سالمين