مركز الدليل العقائدي

بكاءُ الملائكةِ على الحسين ونزولُهم عند قبره

بكاءُ الملائكةِ على الحسين ونزولُهم عند قبره

تفاصيل المنشور

موضوع الحوار

يرتكز هذا الموضوع بنحوٍ أساسٍ على دحْض الاعتراض القائل بعدم إمكانِ بكاء الملائكةِ على الحسين ونزولهم عند قبره، وذلك بتقديم أدلّةٍ من السُّنّة النبوية الشريفة، تُثبِت صحة ذلك. ويسعى الموضوع إلى إثبات صحّة عقيدة بكاء الملائكة على الحسين ونزولهم عند قبره، ودحْض أيّ اعتراضات على ذلك.

تفاصيل المنشور

موضوع الحوار

يرتكز هذا الموضوع بنحوٍ أساسٍ على دحْض الاعتراض القائل بعدم إمكانِ بكاء الملائكةِ على الحسين ونزولهم عند قبره، وذلك بتقديم أدلّةٍ من السُّنّة النبوية الشريفة، تُثبِت صحة ذلك. ويسعى الموضوع إلى إثبات صحّة عقيدة بكاء الملائكة على الحسين ونزولهم عند قبره، ودحْض أيّ اعتراضات على ذلك.

  • المخالف: الغريب والعجيب أنكم تعتقدون أنّ الملائكة تبكي، وتحزن، وليس هذا فحسب، بل وإنها تَنزل عند قبر الحسين رضي الله عنه لتبكيَ عليه، فقد روتْ مصادركم عن أحد أئمتكم، قوله: ((عند قبر الحسين أربعةُ آلاف ملَكٍ شُعْث غُبْر، يبكونه إلى يوم القيامة)) [كامل الزيارات، ص١٧٣‏]، فهل أصبحتِ الملائكةُ قبوريةً أيضًا؟!
  • الإمامي: يسعى كثيرون ـ وأنتَ منهم ـ لإظهار معرفتهم والتظاهرِ بإلمامهم بقضايا مذهبِهم واطّلاعهم على تفاصيلِ مصادرِ مخالفيهم، لكنْ غالبًا ما يواجهون خيبةَ الأمل عند كشف جهلِهم، إذ من شأن الجاهل أنْ يلجأ إلى مهاجمة الآخرين بأقسى الأوصاف قبلَ أن يُدرك أنه ليس خاليًا من تلك الأوصاف ‏التي يظنُّها عيوبًا، ويَعيب بها خصمَه.‏
  • المخالف:‏ لا أُظنُّ فقط بأنّ الإيمان بنزول الملائكة على قبور الموتى ـ فضلاً عن بكائها وحزنها ـ هو عيبٌ فحسب، بل أجزم أنه خللٌ في عقيدة المُعتقِد وفكره.
  • الإمامي: سواء كنتَ تظنُّ أم تجزم، فإنّ ما ذكرتَه يُشير إلى جهلك بعقيدة مذهبِك، فقد ثبت في أثرٍ صحيحٍ من مصادركم أنّ الملائكة تزور قبر النبيِّ ‏(صلى الله عليه وآله وسلم)‏ كلَّ يومٍ وليلةٍ للصلاة عليه وحراسة مدينته من الدجّال، فقد روى القاضي إسماعيل بن إسحاق الجهضمي المالكي (تـ٢٨٢هـ)، بإسناده في كتابه “فضل ‏الصلاة على النبي”، أنّ كعبًا دخل على عائشة، فذكروا رسولَ الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، ‏فقال كعبٌ: ((ما مِن فجرٍ يطلع إلا وينزل سبعون ألفًا من الملائكة حتى يحفّوا بالقبر، يضربون ‏بأجنحتهم، ويُصلّون على النبي صلى الله عليه وسلم حتى إذا أمسَوا عرَجوا، وهبط سبعون ألفًا ‏حتى يحفّوا بالقبر، يضربون بأجنحتهم، فيصلّون على النبي صلى الله عليه وسلم، سبعون ألفًا ‏بالليل وسبعون ألفًا بالنهار، حتى إذا انشقّت الأرض خرج في سبعين ألفًا من الملائكة يزفّونه))، ‏صحّحه الألباني في تحقيقه لكتاب الجهضمي. [تحقيق فضل الصلاة على النبي، لإسماعيل ‏الجهضمي، ص83، تـ. الألباني]. ‏
    وأخرجه البيهقي في “شُعَب الإيمان” عن كعب الأحبار. [شُعب الإيمان، ج3، ص492، رقم ‏‏4170]، وأخرجه أيضًا: الدارمي في سُننه. [سُنن الدارمي، ج1، ص57، رقم 94]، وأبو ‏الشيخ في “العظمة”. [العظمة، ج3، ص1019]، وابن المبارك في “الزهد”. [الزهد والرقائق، ‏ج1، ص558، رقم 1600].‏
  • المخالف: يدلُّ هذا الأثر على أنّ نزول الملائكة يقتصر على قبور الأنبياء فقط، ولا يَنزلون عند قبور غيرهم.
  • ‏الإمامي: إذًا، اعترفتَ بصحّة هذا الأثر واعتباره موثوقًا به بناءً على مصادرِك، فكيف تجزم بأنّ الإيمان بنزول الملائكة على قبور الموتى عيبٌ وخللٌ في عقيدة المُعتقِد وفكره ؟! وهل ستقول: إن الملائكة بزيارتها قبرَ النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، صاروا قبوريّة حسب تعبيرك؟!
  • المخالف: أنا ‏قلت: نزولُ الملائكة على قبور الموتى ممّن هم دون الأنبياء، والحسين رضي الله عنه ليس نبيًّا، وأنا قصدْته بكلامي، فنزولُ الملائكة مقصورٌ على قبور الأنبياء فقط‏.
  • الإمامي: لقد تغيّر رأيُك من إنكار نزول الملائكة على قبور الموتى بنحوٍ مطلقٍ إلى استثناء الأنبياء فقط، وهذا يُعدّ هروبًا من الإلزام ومن الاتّصاف بالجهل بمبادئ مذهبك!! وما زال السؤال قائمًا: هل صار الملائكة بزيارتهم قبرَ النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قبوريّة؟!
    وبغضِّ النظر عن ذلك، فإنّ زعْمك بِحصر نزول الملائكة على قبور الأنبياء دون غيرهم من الأولياء والصالحين يُكذّبه ابن تيمية، “شيخ الإسلام” كما تسمّونه، فهو يعتقد بنزول الملائكة عند قبور الصالحين أيضًا، ويعدّه من الكرامات وخوارق العادات، ويؤكد أنّ ذلك كلَّه حقٌّ، حيث يقول ‏في كتابه “اقتضاء الصراط”: ((ما يُذكر من الكرامات، وخوارق العادات، التي توجد عند ‏قبور الأنبياء والصالحين مثل نزول الأنوار والملائكة عندها… فجنسٌ هذا حقٌّ))‏ [اقتضاء الصراط المستقيم، ج2، ص255].
  • المخالف: حتى لو سلّمنا بصحّة قول شيخ الإسلام ابن تيمية، فلا يوجد في كلامه ما يدلُّ بنحوٍ قاطع على نزول الملائكة عند قبر الحسين رضي الله عنه!
  • الإمامي: لاحظ أسلوبَك المراوغ في النِّقاش، فقد أنكرتَ في البداية نزولَ الملائكة عند قبور الموتى بنحوٍ عامٍّ، ثم تراجعتَ بعد عرض دليلٍ يناقض ادِّعاءك، فاستثنيتَ الأنبياء فقط، ثم تراجعتَ مرةً أخرى عن قولك عندما واجهتُك بقولِ ابن تيمية، وتحاول الآن الهروب من الموضوع بالبحث عن ثغراتٍ جديدة.
    لكنْ أودُّ أنْ أُذكِّرك بأنّ هدفي من طرح قول “ابن تيمية” كان إفحامَك وإثبات خطأ ادّعائك بأنّ نزول الملائكة يقتصر على قبور الأنبياء فقط، وها أنت ذا تقرّ، وتعترف مرةً أخرى بصحة ما قلتُه.
  • المخالف: حتى لو كان ما ذكرتَه صحيحًا، فهل من المقبول في النقاش والحوار أنْ تستشهد برواياتٍ من كتبكم لإثبات نزول الملائكة عند قبر الحسين رضي الله عنه، مثل رواية ((عند قبر الحسين أربعةُ آلاف ملَك شُعث غُبر، يبكونه إلى يوم القيامة)) من كتاب “كامل الزيارات”، هل تعتقد أنّه بهذه الطريقة ستتمكَّن من إقناعي بصحة عقيدتك؟!
  • الإمامي: أنت مَن بادر بطرح هذه الرواية من مصادرنا وكتبنا‏، ونحن نسعى لرفع أيّ شكوك قد تكون عالقةً في ذهنك حول صحَّتها، لا لإقناعك بمعتقَدنا، وبخصوص رواية “كامل الزيارات”، فقد روى مضمونَها نفسه بعضُ علماء أهل السُّنة، كالمحبِّ الطبري في “ذخائر العقبى”، قال: ((ذكْر ما ‏جاء في زيارة قبر الحسين بن عليّ رضي الله عنهما: عن موسى بن عليّ الرّضا بن جعفر، ‏قال: “سئِل جعفر بن محمّدٍ عن زيارة قبر الحسين، فقال: “أخبرَني أبي أنّ من زار قبر الحسين عليه السلام‏ عارفًا بحقّه كَتب اللهُ له في علّيّين، وقال: “إنّ حول قبر الحسين سبعين ألف ملَك شُعثًا غُبرًا ‏يبكون عليه إلى يوم القيامة”))‏ [ذخائر العقبى في مناقب ذوي القربى، ص151].
    ورواها ابن المغازلي في “مناقب عليّ”، فقال: ((وبالإسناد حدّثنا الرَّبَعيُّ، حدّثنا فُضيل بن ‏يَسّار، قال: قيل لأبي عبد الله عليه السلام: أيُّ قبور الشهداء أفضل؟ قال: أ وليس أفضل الشهداء عندك ‏الحسين عليه السلام؟ فوالذي نفسي بيده إنّ حوْل قبرِه أربعين ألفَ ملَكٍ شُعْثًا غُبْرًا، يَبكُون عليه إلى يوم ‏القيامة)) [مناقب علي، لابن المغازلي، ص462].‏
    ورواها شهاب الدين أحمد الإيجي الشافعي – من أعلام القرن التاسع – في “توضيح الدلائل على ‏تصحيح الفضائل” فقال: ((وعن عليّ بن موسى الرضا بن جعفر ‏عليهما السلام، قال: سئل جعفر بن محمد ‏عن زيارة قبر الحسين ‏عليه السلام ‏ فقال: “أخبرَني أبي: مَن زار قبر الحسين عليه السلام، عارفًا بحقّه، كتب الله له ‏في عليّين”. وقال: “إنّ حول قبر الحسين سبعين ألف ملَكٍ شُعثًا غُبْرًا، يبكون عليه إلى يوم ‏القيامة” رواه الطبري، وقال: خرّجه أبو الحسين العتيقي))‏ [توضيح الدلائل على تصحيح الفضائل، ص٥٢٢‏].‏
    وبالنتيجة فقد وردتْ رواياتٌ بالمضمون نفسه، مثل رواية “كامل الزيارات” في مصادر بعض علماء أهل السُّنة وكتبهم ، بغضِّ النظر عن صحة سندها وعدمه، ممّا يدحض أيّ ادعاء بكوننا نستدل عليك من مروياتنا فقط.
  • المخالف:‏ لكنَّ فكرة بكاء الملائكة تُنافي الفهم المنطقيَّ لطبيعة الملائكة، فهم لا يملكون مشاعر بشرية مثل الحزن والبكاء.
  • الإمامي: من المفارقات العجيبة أنّك تُبدي تحفُّظًا على بكاء الملائكة، بينما تقبل بسهولةٍ صفة الضحك لله تعالى، على رغم أنّ كلتا الصفتين ـ حسب تقويمك ـ تُمثِّلان تعبيرًا عن المشاعر، فصفةُ ضحِك الله تعالى عقيدةٌ ثابتة عندكم، كما ورد في صحيح البخاري عن أبي هريرة، قوله: ((أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “‌يضحك ‌الله إلى رجلين، يقتل أحدهما الآخر”)) [صحيح البخاري، ج3، ص1040، تـ. البغا]، وها هو ابن تيمية يؤكِّد أنّ الملائكة تمتلك حاسةَ الشمِّ، وذلك في معرض ردِّه على ‏سؤالٍ حول كيفية اطِّلاع الملائكة على نوايا العباد، حيث قال: ((‏إنه إذا همَّ ‏بحسنةٍ ‌شمَّ ‌الملَك ‌رائحةً ‌طيبةً، وإذا همَّ بسيئةٍ شمَّ رائحةً خبيثة…)) ‏[مجموع الفتاوى، ج4، ‏ص253]‏.‏
    ولكنْ ضع في علمك أنّ علماءكم فسَّروا بعض آيات القرآن الكريم كقوله تعالى: ‏{‌فما ‌بكت ‌عليهم ‌السماء والأرض} [الدخان: 29] ‏ببكاء الملائكة، فابن عادل الحنبلي في تفسيره “اللباب”، قال: ((التقدير: ‌فما ‌بكت ‌عليهم ‌أهْلُ ‌السماء ‌والأرض، فحذف ‏المضاف والمعنى: فما بكت عليه الملائكة، ولا المؤمنون بل كانوا لهلاكهم مسرورين)) ‏‏[اللباب في علوم الكتاب، ج17، ص323].‏
    وقال أبو الفداء الخلوتي في “روح البيان”: ((قال بعض المفسرين معنى الآية {فما بكت ‏عليهم أهل السماء والأرض} فأقام السماء والأرض مقام أهلهما كما قال {واسأل القرية} وينصره ‏قوله عليه السلام: “إذا وُلد مولودٌ من أمتي تباشرت الملائكةُ بعضُهم ببعضٍ من الفرح، وإذا مات ‏من أمتي صغيرٌ أو كبيرٌ ‌بكت ‌عليه ‌الملائكة”، وكذا ورد في الخبر “أن الملائكة يبكون إذا خرج ‏شهر رمضان، وكذا يستبشرون إذا ذهب الشتاء رحمة للمساكين”)) ‏‏[روح البيان، لأبي الفداء ‌الخلوتي، ج8، ص414].
    وفي تفسير “الكشف والبيان”، قال الثعلبي: ((حدّثنا لقمان الحنفي، قال: أتى ‏النبي صلّى الله عليه وسلّم على شاب في جوف الليل، وهو يقرأ هذه الآية: {فَإِذَا انْشَقَّتِ السَّماءُ ‏فَكانَتْ وَرْدَةً كَالدِّهانِ}، فوقف الشاب وخنقته العبرة، وجعل يقول: ويحي من يومٍ تنشقُّ فيه السماء، ‏ويحي، فقال النبي صلّى الله عليه وسلّم: “يا فتى مثلها أو مثّلها، فوالذي نفسي بيده ‏لقد ‌بكت ‌الملائكة يا فتى من بكائك”))‏ ‏‏[الكشف والبيان عن تفسير القرآن، للثعلبي، ج9، ص188].
  • المخالف: هل تقصد أنّ الملائكة يملكون مشاعر بشريّة مثل الحزن والبكاء؟
  • ‏الإمامي: لم أقصد ذلك إطلاقًا، بل أردتُ القولَ: إن البكاء هو تعبيرٌ عن المشاعر النفسانية، وهو لغةٌ تتخطَّى حدود البشر لتشمل الكون بأسره، فكما يبكي الإنسان، كذلك يبكي كلُّ شيءٍ بما يتوافق مع طبيعته وتكوينه، وقد لا نستوعب كيفيّة بكاء باقي المخلوقات، تمامًا كما لا نفهم تسبيحها لله تعالى، كما ورد في القرآن الكريم: ‏{تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ ‏وَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ ‏تَسْبِيحَهُم}، وجهلُنا لكيفيّة ذلك لا ينفي حقيقة بكائها أو تسبيحها.
    قال الطبري في “جامع البيان”: ((إنّ ‌بكاء ‌السماء حُمرةُ أطرافها، ذكَر من قال ذلك: حدثني محمد بن إسماعيل الأحمسي، قال: ثنا عبد الرحمن بن أبي حماد، عن الحكم بن ظهير، عن السدي، قال: “لما قُتل الحسين بن علي رضوان الله عليهما بكتِ السماءُ عليه، وبكاؤها حُمْرتها”)) ‏[تفسير الطبري “جامع البيان”، ج21، ص41، ط. هجر].
    وقال البغوي في تفسيره: ((قال عطاء: ‌بكاءُ ‌السماء حُمْرة أطرافها. قال السدي: لما قُتل الحسين بن علي بكتْ عليه السماء، وبكاؤها حُمْرتها)) ‏‏[تفسير البغوي، ج4، ص178].
    وقال ابن عطية في “المحرّر الوجيز”: ((وقالوا: إنّ السماء احمرَّت يوم قُتل الحسين بن علي، وكان ذلك بكاء عليه، وهذا هو معنى الآية)) [تفسير ابن عطية “المحرَّر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز”، ج5، ص73]. ‏
    وبعض علماء أهل السُّنة حملوا بكاءَ السماء والأرض على الحقيقة، قال ابن عبد البر: ((فلما كان مثل هذا – وهو في القرآن كثير – حمَلوا ‌بكاء ‌السماء والأرض وانفطار السماء وانشقاق الأرض وهبوط الحجارة من خشية الله ـ كلُّ ذلك وما كان مثله ـ على الحقيقة)) ‏[الاستذكار، ج1، ص100، ط. العلمية].

 

  • الخلاصة:
    1 – أثبت النقاشُ صحة عقيدة بكاء الملائكة على الحسين (عليه السلام) ونزولهم عند قبره بأدلة دامغة من مصادر أهل السُّنة.
    2 – دَحَضَ النقاشُ جميع الاعتراضات التي أُثيرت على هذه العقيدة، وأظهرَ تناقضَ المخالفين وجهلهم ببعض معتقدات مذهبهم.

فسلامٌ على الحسين يوم ولد ويوم استشهد ويوم يبعث حيًّا