تفاصيل المنشور
- المستشكل - أمين راشد
- المُجيب - مهدي الجابري الموسوي
- 246 مشاهدة
تفاصيل المنشور
تكثرون الكلام عن حادثة بكاء السماء، وأنها أمطرت دمًا يوم قتل الحسين بن علي، من غير سندٍ ولا إمعانٍ في صحة المنقول، وتقولون: قال أهل السُّنة، وهذا غير ما سمعته من أحد رجال الدين، حيث يقول: في عام استشهاد الحسين تحولت الأجبان في أوروبا إلى دمٍ.. الأمر المضحك المبكي الذي زاد الطين بلة.
المستشكل
أمين راشد
تكثرون الكلام عن حادثة بكاء السماء، وأنها أمطرت دمًا يوم قتل الحسين بن علي، من غير سندٍ ولا إمعانٍ في صحة المنقول، وتقولون: قال أهل السُّنة، وهذا غير ما سمعته من أحد رجال الدين، حيث يقول: في عام استشهاد الحسين تحولت الأجبان في أوروبا إلى دمٍ.. الأمر المضحك المبكي الذي زاد الطين بلة.
بسمه تعالى
وله الحمد، والصلاة والسلام على محمد وآله..
اتفق أهل العلم أنّ الأخبار التي تتناول الملاحم والسير لا تحتاج إلى أسانيد صحيحة، وإنما المدار على شهرتها وتداولها بين الناس، ونحن نذكر لك على نحو مختصر المصادر السُّنية المعتبرة والمعتمدة عند علمائكم في توثيق الحوادث التي يأخذون منها تاريخهم وأخبار الخلفاء والدول، فنورد منها نصوصًا تؤكد وقوع الحادثة:
1- ((أمطرت السماء يوم شهادة الحسين دمًا، فأصبح الناس، وكل شيءٍ لهم مليء دمًا، وبقي أثره في الثياب مدة حتى تقطعت، وأن هذه الحمرة التي تـُرى في السماء ظهرت يوم قتله، ولم تـُر قبله)).
[ذخائر العقبى، ص144 و145 و150؛ تاريخ دمشق ج4، ص339؛ الصواعق المحرقة، ص،116 و192؛ الخصائص الكبرى، ص126؛ ينابيع المودة، ص320 و356؛ تذكرة الخواص، ص284].
2- ((لم تبكِ السماء إلا على اثنين: يحيى بن زكريا، والحسين، وبكاء السماء: أنْ تحمرّ، وتصير وردة كالدهان)). [تاريخ دمشق، ج4، ص339؛ كفاية الطالب، ص289؛ سير أعلام النبلاء، ج3، ص210؛ تذكرة الخواص، ص283؛ الصواعق المحرقة، ص192؛ ينابيع المودة، ص322؛ تفسير القرآن لابن كثير، ج9، ج162].
3- ((لما قتل الحسين مكث الناس شهرين أو ثلاثة كأنما لطّخت الحيطان بالدم من صلاة الفجر إلى غروب الشمس)). [تذكرة الخواص، ص284؛ الكامل في التاريخ، ج3، ص301؛ البداية والنهاية، ج8، ص171؛ أخبار الدول، ص109].
فهذه مصادر سُنّية معتبرة ومعتمدة عند أهل السُّنة في توثيق الحوادث، يأخذون منها تاريخهم وأخبار الخلفاء والدول، فإنْ صدقتْ في نقل غيرها من الحوادث فهي صادقة ٌفي نقل هذه الأحداث التي جرت عند مقتل الحسين (عليه السلام)، وإن كذبتْ فهذا يعني أن تاريخهم كاذب.
وأما عن تحول الأجبان في أوروبا إلى دمٍ، فقد جاء في كتاب (وقائع عصر الأنغلو ساكسون) الذي ترجمه ونقّحه ميشيل أسوانتون (MICHAEL SWANTON) وصدر في بريطانيا عام 1996 للميلاد، وأُعيد طبعه ثانية من قبل جامعة أكستر (Exeter) في ولاية نيويورك الأميركية عام 1998 للميلاد، فقد جاء في الصفحة 38 من هذا الكتاب ما نصّه:
685. ((Here in Britain there was Bloody rain, and milk and butter were turned to blood)).
ترجمة النص:
((في عام 685 ـ للميلاد ـ هنا في بريطانيا، مطرت السماء دماً، وتحوّل الحليب والزبدة إلى دم أو صار لونهما أحمر)).
وتاريخ واقعة الطف هو العاشر من شهر محرم الحرام لعام 61هـ، وعند مقارنة السنة الميلادية (685) مع السنة الهجرية (61)، وطرح أربع سنوات من التاريخ الميلادي المذكور، نجدها موافقةً لما هو المشهور من الزيادة في السنة الميلادية، والتحويل وإضافة الناقص من السنوات، ونجد أن سنة 685م توافق سنة 61 هـ، وهي السنة التي استُشهد فيها الإمام الحسين وأهل بيته الأطهار وأصحابه الأخيار (صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين)، فيكون العاشر من شهر محرم لسنة 61هـ موافقا تقريباً للسادس عشر من الشهر الثامن لسنة 685م.