تفاصيل المنشور
- السائل - . . . .
- المُجيب - مهدي الجابري الموسوي
- 29 مشاهدة
تفاصيل المنشور
العلم يقول: إنَّ المِثليّة ليست مرضًا ولا شذوذًا، بل هي جزءٌ طبيعيّ من التنوُّع البشري، وهناك دراساتٌ كثيرة تؤكِّد أنَّ الميل المثليّ له عوامل بيولوجيّة ونفسيّة، فلماذا تُصرُّون على اعتبارها انحرافًا أو خطأ؟
السائل
…..
العلم يقول: إنَّ المِثليّة ليست مرضًا ولا شذوذًا، بل هي جزءٌ طبيعيّ من التنوُّع البشري، وهناك دراساتٌ كثيرة تؤكِّد أنَّ الميل المثليّ له عوامل بيولوجيّة ونفسيّة، فلماذا تُصرُّون على اعتبارها انحرافًا أو خطأ؟
بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله وكفى، وسلام على عباده الذين اصطفى، محمد وآله المطهَّرين مصابيح الظلام، وهُداة الأنام.
وهل أصبح “العلم” في قاموسك مجرَّد مطيّة لتبرير الأهواء والانحرافات، يُستشهَد به حين يخدم أجندتك، ويُهمَل حين يناقضها؟ إنْ كنت تزعم أنّ المِثليّة “جزءٌ طبيعي من التنوُّع البشري” لمجرَّد أنّ هناك دراسات تدَّعي وجود عوامل بيولوجية ونفسيّة لها، فهل ستقبل بالمنطق نفسه حينما تُجرى دراسات أخرى تثبِت أنّ السلوك الإجراميّ أو الخيانة الزوجية أو حتى الاعتداء على الآخرين قد تكون له أسبابٌ جينيّة ونفسية؟ هل ستعدُّها “جزءًا من التنوُّع البشري” ويجب القبول به، أم أنك ستضع حدودًا للأخلاق والسلوك؟
ثم أيّ “علم” هذا الذي تستشهد به؟ هل هو ذلك العلم الانتقائيّ الذي يخضع للضغوط السياسية والإعلامية؟ أ لم يكن العلمُ نفسه الذي تستشهد به اليوم يصنّف المِثليّة على أنها اضطرابٌ نفسي قبل بضعة عقود فقط، قبل أنْ تُفرض عليه أجندات المنظَّمات الحقّوقية والضغوط الأيديولوجية لتُحذَف من قوائم الأمراض؟
أ ليس حذف المِثليّة من التصنيفات المرضيّة عام 1973 في الجمعيّة الأمريكية للطبِّ النفسي، وعام 1992 في منظمة الصحة العالمية، لم يكن نتيجة اكتشافٍ علميّ حقيقي، بل بفعل ضغوط جماعاتِ الضغط المثليِّ؟ هل أصبح العلم لعبة في يد التيارات الأيديولوجيّة حتى نأخذ منه ما يُمليه المزاجُ السياسي، ونرفض ما يتناقض مع مصالحهم؟
بل دعني أسألك: إذا كانت المِثليّة “طبيعية”، فلماذا تتعارض مع الفطرة السليمة للإنسان التي تدفعه للتكامل بين الذكر والأنثى في بناء الأسرة واستمرار الحياة؟ هل رأيت قانونًا طبيعيًّا واحدًا في الكائنات الحيّة يقوم على هذا الانحراف؟ حتى الحيوانات التي تحاولون أحيانًا الاستشهاد بسلوكيّات شاذة فيها، لا تجعل المِثليّة نظامًا حياتيًّا مستقرًّا، بل تبقى مجرَّد حالاتٍ اضطرابيّة نادرة.. فكيف يكون الشذوذ طبيعيًّا بينما يؤدِّي إلى استئصال الفطرة وتعطيل الوظيفة البيولوجية للإنسان؟
أما حديثك عن العوامل البيولوجيّة والنفسية، فحتى لو افترضنا – جدلًا – أنّ هناك استعدادات وراثيّة أو بيئية تؤثِّر على التوجُّهات الجنسية، فهل هذا يعني أنّ كل ما هو موروثٌ أو متأثر بالعوامل الخارجية يصبح مبرَّرًا خُلُقيًّا؟ هل هذا يبرِّر للمريض النفسي أنْ يؤذي الآخرين؛ لأنه ”ولد هكذا”؟ هل يبرِّر للمنحرفين سلوكهم؛ لأن لديهم “دوافع جينية”؟ فالإنسان ليس حيوانًا محكومًا بغرائزه، بل كائنٌ عاقل قادر على التحكُّم في سلوكياته وضبطها على وفق القِيَم الخُلُقيّة والفطرية.
وإذا كنتّ تدّعي أنّ المِثليّة ليستْ خطأ، فلماذا نجد آثارها المدمِّرة على المجتمعات التي تبنّتها؟ لماذا ترتفع نسب الاكتئاب والانتحار بين المِثليِّين على رغم كل الدعم السياسي والإعلامي لهم؟ لماذا تنتشر بينهم الأمراض الجنسيّة بنسبٍ مهولة على رغم كل “التوعية” الصحية؟ لماذا لا نرى في المجتمعات التي شرّعت المِثليّة استقرارًا أُسْريًّا ولا زيادة في معدَّلات الإنجاب، بل على العكس من ذلك، نرى انحدارًا خُلُقيًّا وانحلالًا قيميًّا؟ هل هذه هي “الطبيعة” التي تتحدَّث عنها؟!
الحقّيقة أنك لا تستشهد بالعلم، بل توظِّفه لخدمة انحرافٍ فكريّ تريد فرضه على المجتمعات، لكنك مهما حاولت تغيير المصطلحات وتزييف الحقائق فلن تغيِّر من واقع الأمر شيئًا: المِثليّة انحراف عن الفطرة، وجريمة خُلُقيّة، وإنْ حاولتم تبييضها بشعاراتٍ زائفة، فالحقّ يبقى حقًّا ولو كره المنحرفون!
والحمد لله أوّلًا وآخرًا، وصلّى الله، وسلّم على سيّدنا ونبيّنا محمّد وآله الطيّبين الطاهرين المعصومين المنتجَبين.
مركز الدليل العقائدي