مركز الدليل العقائدي

مركز الدليل العقائدي

المراد من الأمة في قوله تعالى: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ}

السائل = Moudar Albaldawi
السؤال = ان أحد اقربائي يعيش في اوربا وقد طرح علية سؤال من مجموعة من ابناء العامة
حول تفسير الآية الكريمة كنتم خير امة اخرجت للناس فمن هم المقصودين بالآية الكريمة ومن هم الناس وهم يريدون رد مسند بالقران او حديث شريف للرسول ص ع واله او رواية عن ال بيت رسول الله عليهم السلام.

الجواب:

بسمه تعالى
وردت أحاديث كثيرة تفسر المراد من كلمة «الأمّة» الواردة في هذه الآية المباركة، بالأئمة الطاهرين صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين. [راجع: البحار، ج24، ص153ـ 159].
والظاهر: أن المراد بـ «الأمة» الرجل المتفرد في ميزاته، وخصوصياته، ودينه.. وقد قال تعالى: {إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أمَّةً قَانِتًا لِلّهِ} [النحل:120].
هذا، وقد روي بسند صحيح: أن عبد المطلب يبعث أمة واحدة [ووحده] عليه سيماء الأنبياء، وهيبة الملوك. [الكافي، ج1، ص446 و447، وراجع: البحار، ج15، ص157 و158، عنه وسفينة البحار، ج6، ص87، عن الدر النظيم].
وروي أيضاً: أن قس بن ساعدة يحشر أمة وحده.. [البحار، ج15، ص183، وراجع: سفينة البحار، ج1، ص299].
وجاء في تفسير القمي بسند صحيح: «أن ابن سنان قرأ على الإمام الصادق عليه السلام: {كُنتُمْ خَيْرَ أمَّةٍ أخْرِجَتْ لِلنَّاسِ}..
فقال عليه السلام: خير أمة، تقتلون أمير المؤمنين، والحسن، والحسين بن علي عليهم السلام؟! فقال القاري: جعلت فداك، كيف نزلت؟ قال: نزلت: كنتم خير أئمة أخرجت للناس، ألا ترى مدح الله لهم: {تَأمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ} [آل عمران:110].[البحار، ج24، ص154، عن تفسير القمي].
والمراد بنزولها كذلك: أن هذا التفسير لكلمة: «الأمّة»، بكلمة «الأئمة»، قد نزل من عند الله سبحانه. حتى ليصح أن نضع هذه بدل تلك، على سبيل التفسير، لا لتصبح هذه هي القرآن المنزل..
أو فقل: إن كلمة «الأمة» هكذا نزلت، مراداً بها هذا المعنى، وهو «الأئمة»، دون سواه..
وقد بين الإمام عليه السلام: أن إرادة جميع أفراد الأمة، غير ممكن، فإن فيهم من يفعل المنكر ويأمر به، وأن فيهم قتلة أوصياء الأنبياء.. وفيهم.. وفيهم.. [راجع: مختصر مفيد، للسيد جعفر مرتضى العاملي، ج7، ص74].
ودمتم سالمين