تفاصيل المنشور
- المستشكل - نورمان سكات
- المُجيب - مهدي الجابري الموسوي
- 53 مشاهدة
تفاصيل المنشور
إذا ما نظرنا إلى واقع حال القرآن والبقعة التي تعترف به فهي بلاد العرب حصرا ولو كان القرآن لكل سكان الأرض لوجدنا لذلك أثراً ولو تلميحا بأنه منزل من الله، فهو عند المسلمين كلام الله وعند غيرهم هو من كلام محمد والخلاف قائم.
المستشكل
نورمان سكات
إذا ما نظرنا إلى واقع حال القرآن والبقعة التي تعترف به فهي بلاد العرب حصرا ولو كان القرآن لكل سكان الأرض لوجدنا لذلك أثراً ولو تلميحا بأنه منزل من الله، فهو عند المسلمين كلام الله وعند غيرهم هو من كلام محمد والخلاف قائم.
بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله وكفى، وسلام على عباده الذين اصطفى محمد وآله المطهرين..
إن الكلام عن القرآن الكريم ونبي الإسلام محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) من وجهة نظر غربيّة يُكذّب دعواك التي ذكرتها في إشكالك، وإذا ما أردنا الخوض في غمار البحث عن آراء غير المسلمين من علماء الغرب – فلاسفة وحكماء وأطباء وأدباء – وأردنا أن نورد جميع أقوالهم؛ لاحتجنا إلى موسوعة كبيرة من الكتب، ولكن سنورد منها ما يسع هذا المختصر:
المستشرق “شيبس” يُكذّب من ادعى أن القرآن هو من كلام محمد (صلى الله عليه وآله وسلم)، ويؤكد أنه كلام الله الموحى إلى رسوله الخاتم، فقد نقل المنوفي في كتابه “سيرة سيد المرسلين” ما قاله “شيبس”، وهذا نصه: ((يعتقد بعض العلماء أنَّ القرآن كلام محَمَّد، وهذا هو الخطأ المحضُ، فالقرآن هو كلام الله تعالى الموحى على لسان رسوله محَمَّد. وليس في استطاعة محَمَّد، ذلك الرجل الأمِّي في تلك العصور الغابرة أنْ يأتينا بكلام تحار فيه عقول الحكماء ويهدي به الناسَ من الظلمات إلى النور. وربَّما تعجبون من اعتراف رجلٍ أوروبِّي بهذه الحقيقة. لكن لا تعجبوا فإنِّي درستُ القرآن فوجدتُ فيه تلك المعاني العالية والنظم المحكم، وتلك البلاغة التي لم أرَ مثلها قطُّ، فجملة واحدةٌ تغني عن مؤلَّفات)) [سيرة سيِّد المرسلين، للمنوفي، ص 18ـ 19].
المستشرقة الإيطالية لورا فيتشا فاليري في كتابها “دفاع عن الإسلام”، تقول: ((كيف يكون هذا الكتاب المعجز من عمل محَمَّد وهو العربي الأمِّي؟ وعلى الرغم أنَّ محَمَّدا دعا خصوم الإسلام إلى أن يأتوا بكتاب مثل كتابه، أو على الأقلِّ بسورةٍ من مثل سُوَره: {وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِّنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ} [البقرة:٢٣]. وعلى الرغم من أنَّ أصحاب البلاغة والبيان الساحر كانوا غير قلائل في بلاد العرب، فإنَّ أحدًا لم يتمكَّن من أنْ يأتي بأيِّ أثر يضاهي القرآن. لقد قاتلوا النبيَّ بالأسلحة، لكنَّهم عجزوا عن مضاهاة السموِّ القرآني)) [دفاع عن الإسلام، نقله إلى العربية منير البعلبكي، ص57ـ 58].
وها هي الصحفية الأمريكية “ديبرا بوتر” تتوصل إلى نتيجة مفادها أن القرآن هو كلام الله وليس من كلام محمد (صلى الله عليه وآله وسلم)، فتقول: ((كيف استطاع محَمَّد الرجل الأمِّي الذي نشأ في بيئة جاهلية أنْ يعرف معجزات الكون التي وصفها القرآن الكريم، والتي لا يزال العلم الحديث حتَّى يومنا هذا يسعى لاكتشافها؟ لا بُدَّ إذنْ أنْ يكون هذا الكلام هو كلام الله)) [قالوا عن الإسلام، لعماد الدين خليل، ص55].
ويقول الطبيب الفرنسي “موريس بوكاي” الذي اشتهر بنتائج دراسته العلمية للكتب السماوية – التوراة والإنجيل والقرآن – في كتابه المشهور “دراسة الكتب المقدَّسة في ضوء المعارف الحديثة”، ما نصه: ((كيف يمكن لإنسان ـ كان في بداية أمره أُمّيًّا ـ ثمَّ أصبح فضلاً عن ذلك سيِّد الأدب العربي على الإطلاق، أنْ يصرِّح بحقائق ذات طابع علمي لم يكن في مقدور أيِّ إنسان في ذلك العصر أنْ يكونها، وذلك دون أنْ يكشف تصريحه عن أقلِّ خطأ من هذه الوجهة؟» [دراسة الكتب المقدَّسة في ضوء المعارف الحديثة، ص150].
وعن كون القرآن الكريم موجه إلى البشرية جمعاء يؤكد المستشرق البريطاني “مونتجمري واط” في كتابه “الإسلام والمسيحية في العالم المعاصر” قائلاً: ((إنَّ القرآن ليس بأيِّ حال من الأحوال كلامَ محَمَّد، ولا هو نتاج تفكيره، إنَّما هو كلام الله وحده، قصد به مخاطبة محَمَّد ومعاصريه ومن بعدهم. ومن هنا فإنَّ محَمَّدا ليس أكثرَ من «رسول» اختاره الله لحمل هذه الرسالة إلى أهل مكَّة أوَّلاً، ثمَّ لكلِّ العرب، ومن هنا فهو قرآن عربي مبين. وهناك إشارات في القرآن إلى أنَّه موجَّهٌ للجنس البشري قاطبةً. وقد تأكَّد ذلك عمليًّا بانتشار الإسلام في العالم كلِّه، وآمن به، وقبـِله بشرٌ من كلِّ الأجناس تقريبًا)). [مونتجمري وات: الإسلام والمسيحية في العالم المعاصر، ترجمة عبد الرحمن عبد الله الشيخ، نقلاً كتاب: الإسلام في عيون غربية، ص162].
فهذه الإفادات والشهادات الصادرة من علماء غربيين تؤكد أن القرآن الكريم اجتاح العالم بأكمله، وأن النتائج التي توصلوا إليها هؤلاء العلماء تثبت أنه من كلام الله عز وجل وليس من كلام نبي الإسلام محمد (صلى الله عليه وآله وسلم).
والحمد لله أوّلا وآخراً، وصلّى الله وسلّم على سيّدنا ونبيّنا محمّد وآله الطيّبين الطاهرين المعصومين المنتجَبين.