مركز الدليل العقائدي

مركز الدليل العقائدي

القرآن كتاب الله المعجز

تفاصيل المنشور

الاشكال

القرآن من اختراع نبي الإسلام لأهداف منها: تسهيل السيطرة على أتباعه، ومنها: تخويف المنافقين والكفار ومن يخرج عن أوامره.

المستشكل

g.m.q

تفاصيل المنشور

الاشكال

القرآن من اختراع نبي الإسلام لأهداف منها: تسهيل السيطرة على أتباعه، ومنها: تخويف المنافقين والكفار ومن يخرج عن أوامره.

بسمه تعالى

والحمد لله وكفى، وسلام على عباده الذين اصطفى محمد وآله المطهرين..

هذه الشبهة قائمة على دعوى أن نبي الإسلام ألف القرآن من تلقاء نفسه ولا علاقة لذلك بالسماء، والمبرر المنطقي لها أن القرآن ليس معجزاً بل هو ضمن قدرة البشر، ولذا ساغ لهم اتهام النبي (صلى الله عليه وآله) بهذه التهمة، ونجيب عن هذه الشبهة بجوابين: 

الأول: عدم الالتفات لمثل هذا الادعاء، لكونه لا يرتكز على مبرر علمي يمكن مناقشته، وإنما هو مجرد تهريج، فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر، قال تعالى: {وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ ۖ فَمَن شَاءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاءَ فَلْيَكْفُرْ..} [الكهف:29]، فكل آية من آيات القرآن شاهد على أنه من الله.

الثاني: ضرب الأساس الذي يقوم عليه هذا الادعاء، وهو أن القرآن ليس معجزاً وإنما في مقدور الإنسان أن يأتي بمثله، والطريق الأنسب للإثبات أو النفي هو التجربة العملية، ومن هنا طالبهم القرآن بأن يأتوا بمثل القرآن، فإن تمكنوا من ذلك حينها يمكنهم القول أن نبي الإسلام هو من ابتدع هذا القرآن، ومع عجزهم لا يحق لهم التشكيك في إلهية القرآن. 

ومن هنا كان القرآن هو كتاب الله المعجز الذي تسالم على إلهيته كل المسلمون، وقد كشفوا عن وجوه اعجازه ببحوث متعددة مثل الأعجاز العلمي، والاعجاز الغيبي من خلال ما جاء فيه من أخبار الأمم السابقة، أوما سيقع في قادم الايام من نبوءات، هذا مضافاً لفصاحة الكلمات وبلاغة النظم ووحدة الموضوع وتكامل المعاني في لوحة متجانسة تمثل روعة الخطاب وجمال الاسلوب، وغيرها من الوجوه التي لم تجتمع في كتاب غيره.

وبالتالي يكون القرآن بإعجازه دليل صدق على نبوة النبي محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) بوصفه كتاباً إلهياً يمثل رسالة الله لعباده، فإثبات كون القرآن من الله كاشف على أن الذي جاء به هو رسول منه، ومن هنا يصبح إثبات نسبة القرآن الى الله قضية محورية وبخاصة أمام من يدعي أن القرآن هو فعل البشر، فكان التحدي بالإتيان بمثله يقطع الريبة ويزيل الشكوك، فبعجزهم عن ذلك تتم النسبة ويتحقق المطلوب، قال تعالى: {أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِثْلِهِ وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ} [يونس:38]، وقال: {أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُوا بِعَشْرِ سُوَرٍ مِثْلِهِ مُفْتَرَيَاتٍ وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ} [هود:13]، وقال: {قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآَنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا} [الاسراء:88]، وغيرها من الآيات التي تثبت وقوع التحدي كما أثبت التاريخ عجزهم عن معارضة القرآن والاتيان بمثله. 

وقد حاول بعضهم الرد على هذه الشبهة من خلال المقارنة بين أحاديث النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، وبين القرآن وبيان الفرق بينهما، كما حاول آخرون الاستشهاد بما جاء في القرآن من عتاب للنبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، والحق أنه لو كان من عنده لما عاتب نفسه.

وكذلك من خلال الكلام عن اخلاق النبي محمد (صلى الله عليه وآله وسلم)، وصدقه الذي يمنعه من هذا الفعل المشين، وغير ذلك من الأدلة، إلا ان الحجة التي ساقها القرآن للوقوف في وجهة هذا الادعاء هو التحدي من خلال الاتيان بمثله، وكفى بها حجة واعجازا.

والحمد لله أوّلا وآخراً، وصلّى الله وسلّم على سيّدنا ونبيّنا محمّد وآله الطيّبين الطاهرين المعصومين المنتجَبين.