تفاصيل المنشور
- المُجيب - مهدي الجابري الموسوي
- 29 مشاهدة
تفاصيل المنشور
تفاصيل المنشور
لكل من العلمين ضوابطه وأدواته ، فعلم الحديث يهتم بالرواة كثيرا ويضع القواعد لمعرفة وثاقتهم وإحراز ضبطهم في نقل الأحاديث ومن هنا فهو يتوخى الدقة كثيرا في التمييز بين صحيح الأحاديث وضعيفها ، وقد بذل العلماء فيه جهودا جبارة للحفاظ على التراث النبوي من خلال إرساء قواعد الجرح والتعديل في توثيق الرواة وتضعيفهم .
وقد شهد للمسلمين دقتهم في هذا العلم من غير المسلمين الذين اطلعوا على جهودهم الجبارة فيه.
قال المستشرق الألماني ألويس شبرنجر: “إن الدنيا كلها لم تر ولن ترى أمة مثل المسلمين، فقد درس بفضل علم الرجال الذي صمموه حياة نصف مليون رجل”. وقال المستشرق الإنجليزي الكبير مارجليوت في إحدى محاضراته عن هذا العلم: ورغم أن «نظرية الإسناد» عند علماء الحديث قد سببت كثيرا من المتاعب نظرا لما يتطلبه البحث في توثيق كل راو من رواة الأحاديث إلا أن قيمة نظرية «الإسناد» فيما يتعلق بدقة الحديث النبوي لا يمكن الشك فيها، ومن حق المسلمين أن يفتخروا بعلم الحديث من علومهم”.
أما علم التاريخ فهو يهتم بنقل أحوال الطوائف وبلدانهم، ورسومهم وعاداتهم، وصنائع أشخاصهم، وأنسابهم ووفَيَاتهم، ويعتمد على المشهور من الأخبار ولا يشترط الصحة في الأسانيد بل يكفيه الشهرة في النقل حتى لو كانت الأسانيد ضعيفة أو مرسلة .
وبالتالي كان اعتماد علم التأريخ على علم الحديث كثيرا في معرفة وقائع الأحداث لا العكس.