مركز الدليل العقائدي

الفرق بين توحيد الشيعة وتوحيد السنة

تفاصيل المنشور

تفاصيل المنشور

الفرق بين التوحيدين يوجد فيه تفاصيل كثيرة، فمثلاً تقول الأشاعرة – الذين هم فرقة كلامية كبيرة من فرق السنة -: إن صفاته سبحانه كالعلم والقدرة والسمع والبصر ونحوها من الصفات الكمالية للذات، هي زائدة عن ذاته سبحانه مفهوماً ومصداقاً (راجع اللمع ص 30، والإبانة ص 108، كلاهما لأبي الحسن الأشعري).

بينما تقول الشيعة الإمامية: إن صفاته سبحانه عين ذاته، ولا توجد إثنينية بين الصفات والذات، نعم هي مختلفة مفهوماً، فالعلم غير الحياة، لكنها متحدة مصداقاً.

والقول السابق للأشعرية يلزم منه تعدد القدماء، فإذا كان النصارى قالوا بقدماء ثلاثة (الأب والأبن والروح)، فالأشاعرة قالوا بقدماء ثمانية (الذات وصفاتها السبعة)، وهذا غير مقبول عقائدياً.

أما السلفية، الفرقة الكلامية السنية الثانية، وهم أتباع ابن تيمية، فقد ذهبوا في موضوع الأسماء والصفات بحملها على ظاهرها الحقيقي، أي قالوا: لله يد حقيقية، كما وصف نفسه سبحانه في القرآن بأنه له يد حين قال: (يد الله فوق أيديهم).  وهكذا بقية الصفات من السمع والبصر والوجه والرجل والساق ونحوها الواردة في القرآن والسنة (انظر مجموع فتاوى ابن باز ج4 ص 130 وغيرها).

بينما قال الشيعة الإمامية: إن هذه الألفاظ يراد منها معانيها المجازية المعروفة في لغة العرب، فاليد في قوله تعالى: (يد الله فوق أيديهم) يراد بها أن قدرته تعالى فوق قدرتهم.

وقوله تعالى: (كل شيء هالك إلا وجهه) المراد بالوجه: الدين. فالدين هو الوجه الذي يؤتى الله منه ويتوجه به إليه، وهكذا بقية الصفات الخبرية (انظر: الإعتقادات في دين الإمامية للشيخ الصدوق، ص 21 وما بعدها).

والقول السابق للسلفية يلزم منه التركيب والتجسيم بشكل واضح، وهو منافٍ للتوحيد الحقيقي جزماً.