مركز الدليل العقائدي

مركز الدليل العقائدي

الفرق بين النداء والدعاء

تفاصيل المنشور

السؤال

دعاء أهل السنة والجماعة: يا رب، لقوله تعالى: {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ}.. ودعاء الرافضة: يا علي يا فاطمة يا عباس يا حسين، قال تعالى: {إِنْ تَدْعُوهُمْ لَا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ وَلَا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ}.

السائل

سعد الدين

تفاصيل المنشور

السؤال

دعاء أهل السنة والجماعة: يا رب، لقوله تعالى: {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ}.. ودعاء الرافضة: يا علي يا فاطمة يا عباس يا حسين، قال تعالى: {إِنْ تَدْعُوهُمْ لَا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ وَلَا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ}.

بسم الله الرحمن الرحيم

والحمد لله وكفى، وسلام على عباده الذين اصطفى محمد وآله المطهرين..

من المعيب حقا لمن يدعي أنه عربي وهو لا يعرف الفرق بين النداء والدعاء، ولا يعرف المجاز في الإسناد، وقد ورد المجاز في القرآن إخباراً وإنشاءً، فقول القائل: يا علي ارزقني هو ليس دعاء اصطلاحا يتضمن الاقرار لعلي بالربوبية، أو الطلب المستقل منه في قضاء الحوائج، وإنما هو نداء يتضمن طلب الدعاء والشفاعة من المنادى بجاهه عند الله أن يقضي حاجة الطالب للحاجة.

فإن قلت: لم لا يتلفظ الطالب للحاجة بكلام واضح صريح بهذا المعنى؟

قلنا: هذا من المجاز في الإسناد وهو سائغ عرفاً وشرعاً، ففي القرآن الكريم ورد قوله تعالى: {وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقَالَهَا} [الزلزلة:2]، حيث نسب الإخراج للأرض مع أنها صماء بكماء، والمخرج هو الله عزّ وجل، ولكنه اسناد مجازي لعلاقة المكان، وكذلك قوله تعالى (انشاءً): {يَا هَامَانُ ابْنِ لِي صَرْحًا} [غافر:36]، مع أن هامان رئيس الجند ولا يليق به البناء بيده مباشرة، ولكنه صح الاستعمال لكون هامان في موضع الآمر للجند بالبناء، وهكذا ورد الكثير من هذا الاستعمال السائغ والمشروع في لغة العرب.

والعرب يفرقون بين قول القائل: أنبت الربيع البقل إن ورد عن الملحد فتسميه استعمالا حقيقيا وإن ورد عن الموحد فتسميه استعمالا مجازيا، وكذلك المقام، فإن القائل بمثل هذه الألفاظ: (يا علي ارزقني، أو يا حسين أشف ولدي، ونحو ذلك)، بعد إقراره بوحدانية الله ونبوة نبيه الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم) فلا مناص من حمل كلامه على المجاز في الإسناد، ولا يصح نبزه بالشرك أو الكفر بعد وجود المستند الشرعي والعرفي لهذا الاستعمال.

فإن قلت: لم لا يدعو هذا السائل الله مباشرة ويترك الواسطة فلا يوجد حاجب بين الله وعبده؟

قلنا: هذا من أدب الدعاء، فالمؤمن يستحي من الله لمحل الذنب والتقصير أمامه سبحانه، فيقدم ذوي الفضل والجاه عنده، والحال أنه لا ضير في كلا الاستعمالين: الدعاء المباشر، أو الدعاء بالواسطة المشروعة، كالتوسل بجاه الأنبياء، أو الأولياء المقربين عنده سبحانه، فلا داعي لهذا التنابز والتراشق بعد ثبوت الجواز لغة وشرعاً.

والحمد لله أوّلا وآخراً، وصلّى الله وسلّم على سيّدنا ونبيّنا محمّد وآله الطيّبين الطاهرين المعصومين المنتجَبين.

الفرق بين النداء والدعاء