تفاصيل المنشور
- المُجيب - مهدي الجابري الموسوي
- 28 مشاهدة
تفاصيل المنشور
تفاصيل المنشور
إنّ لفظتي (مسلم ومؤمن) من الألفاظ التي إذا ذكر أحدهما منفرداً شمل كليهما، وإذا ذكرا معاً كان لكلّ منهما معنى في قبال الآخر، ذلك أنّهما كالظرف والجار والمجرور: (إذا اجتمعا افترقا وإذا افترقا اجتمعا)، والنسبة بينهما هي نسبة العموم والخصوص المطلق، فكلّ مؤمن مسلم، وليس كلّ مسلم مؤمن.
وكيفما كان فالمراد من الإسلام عند اجتماع اللفظتين معا – كما في الآية 14 من سورة الحجرات – هو النطق بالشهادتين، فمن نطق بالشهادتين ولم ينكر ضرورياً من ضروريات الإسلام كوجوب الصلاة والصوم ونحوهما، فهو مسلم يحرم ماله وعرضه ودماؤه إلّا بحقها، وأمّا الإيمان فهو التصديق والعمل بكل ما ثبت في الشريعة، أي قبول النفس لذلك والإذعان له – على ما هو تفسير التصديق في المنطق عند المحقّقين [انظر: المواقف للأيجي 3: 527، وشرح المقاصد للتفتازاني 2: 247] – ، وأضاف بعض : الإقرار [انظر : عمدة القاري للعيني 1: 109]، وقال ثالث ( وهو المنقول عن الشافعي ): الإيمان هو التصديق والإقرار والعمل [المصدر السابق 1: 104].
والدليل على كون الإيمان هو التصديق بالجنان، هو قوله تعالى: {أُولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ} المجادلة :22، الدال على أنّ الإيمان موضعه القلب، وكذا قوله تعالى في سورة الحجرات ذاتها: {وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ} الحجرات: 14.
ومما ثبت من الشريعة ويلزم التصديق به هو ولاية الأئمة الطاهرين من أهل البيت (عليهم السلام) وخلافتهم بأدلة صحيحة وصريحة في كتب الفريقين.
قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): {إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أحدهما أعظم من الآخر: كتاب الله، حبل ممدود من السماء إلى الأرض، وعترتي أهل بيتي ولن يتفرقا حتى يردا عليّ الحوض، فانظروا كيف تخلفوني فيهما} [مختصر صحيح الجامع الصغير للسيوطي والألباني، رقم الحديث 1726- 2458].
وقال (ص): {إني تارك فيكم خليفتين: كتاب الله، حبل ممدود ما بين الأرض والسماء، وعترتي أهل بيتي، وأنهما لن يتفرقا حتى يردا عليّ الحوض} [صحيح الجامع الصغير للألباني 1: 482، مسند أحمد بن حنبل، برقم: 21654، تصحيح شعيب الأرنؤوط].