مركز الدليل العقائدي

مركز الدليل العقائدي

الفرق بين الذنب والسيئة

تفاصيل المنشور

تفاصيل المنشور

يُوجَد في هذا الجانب رأيان:

 الأوّل: يقول إنّ الذنب هو ما يقترفه العبد بحقّ ربّه من ترك الواجبات وارتكاب المحرّمات فيسمى مذنبا، وهذا النوع من المعاصي يكون حقّ المغفرة فيه لله سبحانه ويدخل تحت حكم المغفرة العام الذي تصرّح به الآية الكريمة: (إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا) الزمر:53.

أمّا السيئة فهي المعصية والإساءة إلى الآخرين، كالغيبة والسرقة والتجاوز على حقوق الآخرين، وهذا النوع من المعاصي يكون حقّ المغفرة فيه موقوفا على إبراء الذمّة من الشخص الذي وقعت عليه السيئة أو بإرجاع الحقوق إلى أهلها، ومن هنا جاء قول الله سبحانه فيه: (إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ) هود :114 .

الثاني: أنّ الذنب هو الكبيرة التي تقع من العبد، وأنّ السيئة هي الصغيرة التي تقع من العبد، وهناك فرق بين الكبائر والصغائر، قال الشيخ ناصر  مكارم شيرازي في تفسيره ” الأمثل ” عند تفسير قوله تعالى: (رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا) آل عمران: 193.

“الآية 31 من سورة النساء تقول : (إنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ) فيستفاد من ذلك أن السيئات تطلق على المعاصي الصغيرة ، ولهذا فإن العقلاء ذوي الألباب يطلبون من الله في أدعيتهم وضراعاتهم أن يغفر لهم ذنوبهم الكبيرة ، ويستر – عقب ذلك – على ذنوبهم الصغيرة ، ويمحو آثارها من الوجود “(الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل  3: 51).