تفاصيل المنشور
- السائل - رحيم الياسري
- المُجيب - مهدي الجابري الموسوي
- 41 مشاهدة
تفاصيل المنشور
قال تعالى: {وَمَنْ يَكْسِبْ خَطِيئَةً أَوْ إِثْمًا ثُمَّ يَرْمِ بِهِ بَرِيئًا فَقَدِ احْتَمَلَ بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا}، ماذا تعني الآية؟ ولما الترديد بين الخطيئة والإثم؟ فهل هناك فرق في اكتساب الخطيئة أو الذنب؟
السائل
رحيم الياسري
قال تعالى: {وَمَنْ يَكْسِبْ خَطِيئَةً أَوْ إِثْمًا ثُمَّ يَرْمِ بِهِ بَرِيئًا فَقَدِ احْتَمَلَ بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا}، ماذا تعني الآية؟ ولما الترديد بين الخطيئة والإثم؟ فهل هناك فرق في اكتساب الخطيئة أو الذنب؟
بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله وكفى، وسلام على عباده الذين اصطفى محمد وآله المطهرين..
قوله تعالى: {وَمَنْ يَكْسِبْ خَطِيئَةً أَوْ إِثْمًا ثُمَّ يَرْمِ بِهِ بَرِيئًا فَقَدِ احْتَمَلَ بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا} [النساء:112]، هذه الآية قسمت الذنب الذي يرتكبه شخص وينسبه إِلى غيره زوراً، إِلى قسمين: الأوّل الخطيئة، والثّاني الإِثم.
والآية تشير إِلى خطورة خطيئة إِتهام الناس الأبرياء، وجعلت الذنب في هذا المجال كالسهم، وجعلت نسبته إِلى الغير زوراً بمثابة رمي السهم صوب الهدف، وهذه إِشارة إِلى أنّه في حين أن تصويب السهم نحو إِنسان آخر قد يؤدي إِلى القضاء عليه، فإنّ رمي الإِنسان البريء بذنب لم يقترفه يكون بمثابة رمية بسهم يقضي على سمعته التي هي بمنزلة دمه.
فالخطيئة مشتقة من الخطأ، والذي يعني في الأصل: الزلل أو الذنب الذي يصدر دون قصد من صاحبه، وقد توسع معنى الخطيئة تدريجياً، وأخذ يشمل كل ذنب سواء المتعمد أو غير المقصود، حيث أنّ روح الإِنسان لا تحتمل الذنب ـ أكان عمداً أو عن غير عمد ـ وحين يصدر الذنب من الإِنسان إِنّما هو في الحقيقة نوع من الزلل والخطأ الذي لا يناسب مقامه كإِنسان.
والنتيجة من هذا القول أنّ الخطيئة لها معنى واسع يشمل الذنب المتعمد والذنب الصادر عن غير عمد.
وأمّا الإثم، فيطلق عادة على الذنوب الصادرة عن عمد، وكلمة الإثم تعني ـ في الأصل ـ ذلك الشيء الذي يمنع الإِنسان من عمل معين، ولمّا كانت الذنوب تحول دون وصول الخيرات إِلى الإِنسان فقد سميت «إثماً»، وللاستزادة راجع تفسير الأمثل [ج3، ص445].
والحمد لله أوّلا وآخراً، وصلّى الله وسلّم على سيّدنا ونبيّنا محمّد وآله الطيّبين الطاهرين المعصومين المنتجَبين.