الظلمات الثلاث في قصة نبي الله يونس عليه السلام؟

الأخ أبو جعفر المحترم، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أما جمع الظلمات فذلك لكثرة أسبابها والأجرام الحاملة لها، فإنّ أسباب الظلمة تارة بالليل، وتارة بالخسوف والكسوف، وتارة بالسحاب المتراكم مع الرعد، وتارة بالبحر، وتارة بالظلّ، فما من جنس من أجناس الأجرام إلّا وله ظلّ والظل هو الظلمة.

وأما النور فهو بخلاف الظلمات، فإنّه من جنس واحد، وهو النار. أو لأنّ المراد بالظلمة الضلال، وبالنور الهدى، والهدى واحد، والضلال متعدّد. [انظر: زبدة التفاسير للكاشاني، ج2، ص358 الكشاف للزمخشري، ج3، ص587]، وفي جمع الظلمات وإفراد النور إشارة إلى أن طريق الحق لا اختلاف فيه ولا تفرق وإن تعددت بحسب المقامات والمواقف بخلاف طريق الباطل. [انظر: تفسير الميزان، ج ٥، ص ٢٤٦].

وأما المراد من الظلمات الثلاث في قصة يونس عليه السلام، فهي: ظلمة الليل، وظلمة البحر، وظلمة بطن الحوت، التي نادى فيها نبي الله يونس عليه السلام: {فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ}. [الأنبياء:87].

ودمتم سالمين