مركز الدليل العقائدي

مركز الدليل العقائدي

الخلطُ بين المهديّ والقرآن في تصوُّر إمام الزمان

تفاصيل المنشور

الاشكال

إنكم أيها الشيعة تؤمنون بإمامٍ، تقولون هو إمام الزمان، وهذا باطلٌ، فإمام الزمان هو القرآن لا غير!!

المستشكل

ناصر آل سعود

تفاصيل المنشور

الاشكال

إنكم أيها الشيعة تؤمنون بإمامٍ، تقولون هو إمام الزمان، وهذا باطلٌ، فإمام الزمان هو القرآن لا غير!!

بسم الله الرحمن الرحيم

والحمد لله وكفى، وسلام على عباده الذين اصطفى، محمد وآله المطهرين..

على ما يبدو إن المعترض غير مطَّلعٍ على المصادر الإسلامية الموثوقة التي تؤكد بتواترٍ أن المهديَّ المنتظر (عليه السلام) هو إمام العصر والزمان. ومع ذلك، سنقدِّم له توضيحًا يُزيل الشبهة التي يطرحُها.

جاء عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في أحاديث صحيحة متضافرة قوله: ((من مات وليس في عنقه بيعةٌ مات مِيتة جاهلية)) [صحيح مسلم، ج6، ص22، كتاب الإمارة].

وفي مسند الإمام أحمد، والطيالسي، بلفظ: ((من مات بغير إمامٍ مات مِيتةً الجاهلية)) [مسند أحمد، ج4، ص96، مسند الطيالسي، ص259].

وفي مجمع الفوائد وكتاب السُّنة بلفظ: ((من مات، وليس عليه إمامٌ مات مِيتة جاهلية)) [مجمع الزوائد، ج5، ص224-225؛ كتاب السنّة لابن أبي عاصم، ص489 ح1075. قال الألباني: إسناده حسن، ورجاله ثقات].

وهنا نسأل المستشكل: هل تؤمنون بلزوم مبايعة إمامٍ في كل زمان أو لا تؤمنون؟

إن قلت: لا نؤمن!!

قلنا: فقد كذّبتم أحاديث رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وخالفتموها، وإن كنتم تؤمنون فمن هو إمام الزمان الذي يجب عليكم مبايعته؟!!

إن قلت القرآن!!

قلنا: ظاهر الأحاديث يستفاد منها أنه غيرُ القرآن، فلم نشهد من الشريعة ولا من سيرة المسلمين أنهم يبايعون القرآن، ويجعلونه إمامًا لهم، فالبيعة تكون للشيء الحيِّ الحاضر، وهذا هو الذي فهِمه علماء المسلمين من هذه الأحاديث.

قال الشوكاني في “نيل الأوطار”: ((والمراد بالمِيتة الجاهلية ـ وهي بكسر الميم ـ أن يكون حاله في الموت كموت أهل الجاهلية، على ضلالٍ، وليس له إمامٌ مطاع؛ لأنّهم كانوا لا يعرفون ذلك)) [نيل الأوطار، ج7، ص203].

ونقل ابن حبان في صحيحه عن أبي حاتم قوله: ((قوله: مات ميتةَ الجاهلية، معناه: من مات، ولم يعتقد أنَّ له إمامًا يدعو الناس إلى طاعة الله حتّى يكون قوام الإسلام به عند الحوادث والنوازل مقتنعًا في الانقياد على من ليس نعته ما وصَفنا مات ميتة جاهلية)) [صحيح ابن حبان، ج3، ص296، ح2438].

وقال ابن حزم في “الفِصَل بين الملل والنحل”: ((إن رسول الله نصَّ على وجوب الإمامة، وأنّه لا يحلّ بقاء ليلة دون بيعة)) [الفِصَل في الملل والأهواء والنحل، ج4، 84].

وجاء في “المحلّى”: ((لا يحلّ لمسلمٍ أن يبيت ليلتين ليس في عنقه لإمامٍ بيعة)) [المحلى بالآثار، لابن حزم، ج8، ص420].

وعن الإيجي في “المواقف”، قال: ((تواتر إجماع المسلمين في الصدر الأول بعد وفاة النبي على امتناع خلوِّ الوقت عن إمامٍ)) [المواقف وشرحه، ص603؛ وانظر: نهاية الإقدام للشهرستاني، ص489].

وقد تقول: نبايع ملوكنا وأُمراءنا ورؤساء الدول، فهم أئمة زماننا!!

قلنا: هذا خلاف الظاهر أولًا، فالأحاديث يستفاد منها وجود إمامٍ واحد في كل زمان لا عدة أئمة، وثانيًا: لا يمكن أن نتصور شرعًا أن يموت الإنسان مِيتة جاهلية إذا لم يبايع ملكًا أو أميرًا أو رئيسً،ا لا يحسن قراءة آيةٍ واحدةٍ من القرآن كما شهدناه من بعض ملوك الزمان!!

والحمد لله أوّلًا وآخرًا، وصلّى الله، وسلّم على سيّدنا ونبيّنا محمّد وآله الطيّبين الطاهرين المعصومين المنتجَبين.