تفاصيل المنشور
- المستشكل - أيمن عبدالله
- المُجيب - مهدي الجابري الموسوي
- 26 مشاهدة
تفاصيل المنشور
لماذا خلق الله الحشرات الضارة مثل الحربية والثعابين، وأنواع كثيرة من الحشرات قد لا أجد لها نفعا للانسان، وفى آية فى القرأن فيما معناه أن الله سبحانه وتعالى خلق كل ما فى الارض والسماوات للإنسان .أحب من حضراتكم توضيح ما يدور فى ذهنى؟
المستشكل
أيمن عبدالله
لماذا خلق الله الحشرات الضارة مثل الحربية والثعابين، وأنواع كثيرة من الحشرات قد لا أجد لها نفعا للانسان، وفى آية فى القرأن فيما معناه أن الله سبحانه وتعالى خلق كل ما فى الارض والسماوات للإنسان .أحب من حضراتكم توضيح ما يدور فى ذهنى؟
الأخ أيمن المحترم، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
إنّ عقولنا تقصر عن إدراك المصالح الموجودة في كثير من المخلوقات، وعدم إدراكنا لشيء لا يعني أبداً عدم وجوده، فالله تعالى وإن خلق أنواعا كثيرة جدا من الحيوانات إلا أنّ لكل منها فائدة خاصة ونفعا معيناً كما أن فيها ضررا من بعض الجهات شأنها في ذلك شأن الإنسان نفسه، فربّ إنسان هو أضرّ على المجتمع من الوحوش الكاسرة.
ومن هذه المنافع ما أدركه العلم ومنها ما لم يدركه بعد، فمن الحشرات ما عمله نقل اللقاح من شجرة إلى شجرة أخرى، ومن الزاحف ما ينفع كدواء لبعض أمراض الإنسان وهكذا.
يقول الباحث في علم الحشرات الأستاذ أحمد رميح: إنَّ للحشرات فوائد عديدة حيثُ تُمثل دوراً أساسياً في نقل حبوب اللقاح بين أنواع الأزهار المختلفة خلال تغذيتها على رحيق الأزهار والتي تُسمى الحشرات الملقحات مثل النحل البري ونحل العسل، كما تُفيد الحشرات في تهوية التربة وتقليبها من خلال الأنفاق المختلفة التي تصنعها، كما يظهر دور الحشرات جلياً في مُعاونة الإنسان في الإكتشافات الحديثة والعلوم المختلفة حيثُ يُفيد البعوض على سبيل المثال في قياس الحيوية في السُّمية الموجودة في مبيدات الآفات المختلفة.[ أساسيات علم الحشرات، ص16-17. بتصرّف].
هذا فضلاً عن منفعة الإعتبار والاتعاظ والتعرف على قدرة الله تعالى التي لا حدّ لها ولا نهاية، فقد قال الإمام عليّ (عليه السلام) في خطبة له يصف فيها عجيب خلق أصناف من الحيوان، فيقول: ((ولو فكّروا في عظيم القدرة وجسيم النعمة، لرجعوا إلى الطريق وخافوا عذاب الحريق، ولكن القلوب عليلة، والبصائر مدخولة، ألا ينظرون إلى صغير ما خلق، كيف أحكم خلقه وأتقن تركيبه، وفلق له السمع والبصر، وسوى له العظم والبشر؟ انظروا إلى النملة في صغر جثتها ولطافة هيئتها لا تكاد تنال بلحظ البصر، ولا بمستدرك الفكر، كيف دبت على أرضها وضنت على رزقها، تنقل الحبة إلى حجرها، وتعدها في مستقرها، تجمع في حرها لبردها، وفي ورودها لصدرها، مكفولة برزقها، مرزوقة برفقها، لا يغفلها المنان، ولا يحرمها الديان، ولو في الصفا اليابس، والحجر الجامس ولو فكرت في مجاري اكلها وفي علوها وسفلها وما في الجوف من شراسيف بطنها وما في الرأس من عينها واذنها، لقضيت من خلقها عجبا، ولقيت من وصفها تعبا، فتعالى الذي أقامها على قوائمها، وبناها على دعائمها، لم يشركه في فطرتها فاطر، ولم يعنه في خلقها قادر، ولو ضربت في مذاهب فكرك لتبلغ غاياته ما دلتك الدلالة إلا على أن فاطر النملة هو فاطر النخلة لدقيق تفصيل كل شئ، وغامض اختلاف كل حي، وما الجليل واللطيف والثقيل والخفيف والقوي والضعيف في خلقه إلا سواء، كذلك السماء والهواء والرياح والماء …)) [شرح نهج البلاغة، لابن أبي الحديد المعتزلي، ج13، ص55].
إذن فليس من الحكمة إنكار ما لا يقع تحت حواسنا وما لا تدركه عقولنا التي ما تزال في طور النمو والإكتشاف، ولا تزال أسرار الكون في أغلبها غامضة.
ودمتم سالمين