مركز الدليل العقائدي

مركز الدليل العقائدي

الحرية لا تعني التحلل عن القيم والأخلاق

تفاصيل المنشور

الاشكال

الحفلات والمهرجانات هي حرية شخصية ومن لا يريد المشاركة لا يشارك، بل هي أحد أساليب التطور والتحضر وما جاء الدين ليكمم الافواه ويقمع الحريات.

المستشكل

ماجد محمد

تفاصيل المنشور

الاشكال

الحفلات والمهرجانات هي حرية شخصية ومن لا يريد المشاركة لا يشارك، بل هي أحد أساليب التطور والتحضر وما جاء الدين ليكمم الافواه ويقمع الحريات.

بسمه تعالى
والحمد لله وكفى، وسلام على عباده الذين اصطفى محمد وآله المطهرين..
من مهازل الدهر أن يفسر بعض المتخلفين الحرية بأنها تعني التحلل عن القيم والأخلاق، وهذا هو محض السقوط الفكري والنفسي أمام هيمنة الشهوات عليهم، ونحن من حقنا كمسلمين لنا ديننا وعقيدتنا وتأريخنا وحضارتنا وفلسفتنا في الحياة أن نعمل بما تمليه علينا شريعتنا من مفاهيم، ولا نستنسخ المفاهيم القادمة إلينا من جماعات غريبة عن ثقافتنا وديننا وأخلاقنا وعقيدتنا، فمفهوم الحرية في الإسلام معناه رفض العبودية، العبودية للبشر والعبودية للشهوات، هذا هو مفهوم الحرية الذي تقوم عليه شريعة الإسلام.
يقول تعالى: {لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لَا انْفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} [البقرة:256].
فهنا يخاطبنا المولى سبحانه بكل وضوح بأنك حر في معتقدك، ولا إكراه فيما تريد التدين به، لقد أوضحنا لك الأمور كلها، وأمامك طريقان: طريق العبودية لمن هم من جنسك وخلقك (الطواغيت الذين يستعبدونك ويلغون إنسانيتك) وطريق العزة والكرامة في الإيمان بخالق ليس كمثله شيء (وهو طريق العروة الوثقى التي لا انفصام لها).
يقول الإمام علي (عليه السلام): ((لا تكن عبد غيرك وقد خلقك الله حرا)) [بحار الأنوار، ج100، ص39]
كما يقول تعالى: {أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَنْ يَهْدِيهِ مِنْ بَعْدِ اللَّهِ} [الجاثية:23].
وهنا ينهانا المولى عن عبودية الشهوات واتخاذها آلهة تعبد من دون الله.
هذا هو مفهوم الحرية الذي عرفناه من ديننا، ومن حقنا كمسلمين أن نمنع أي مفهوم آخر للحرية يأتينا مخالفا لمعتقداتنا وأخلاقنا ويراد له أن يعيث الفساد في بلادنا.
والحمد لله أوّلا وآخراً، وصلّى الله وسلّم على سيّدنا ونبيّنا محمّد وآله الطيّبين الطاهرين المعصومين المنتجَبين.