مركز الدليل العقائدي

مركز الدليل العقائدي

ادّعاء افتقار الشيعة لـ313 مؤمنًا وتأثيره على الإمام المهديّ

تفاصيل المنشور

الاشكال

للأسف يا شيعة على رغم كثرتكم لا يوجد فيكم 313 مؤمنًا، فلو توفّر هذا العدد من المؤمنين لخرج المهديّ؟!

المستشكل

عبدالله العتيبي

تفاصيل المنشور

الاشكال

للأسف يا شيعة على رغم كثرتكم لا يوجد فيكم 313 مؤمنًا، فلو توفّر هذا العدد من المؤمنين لخرج المهديّ؟!

بسم الله الرحمن الرحيم

والحمد لله وكفى، وسلام على عباده الذين اصطفى، محمد وآله المطهرين..

استخدم المستشكل مغالطةَ الانتقاص بقوله “للأسف يا شيعة” لترويج صورةٍ نمطيةٍ سلبية عن الشيعة والتقليل من قيمتهم الاجتماعية، علاوةً على ذلك فإن هذا التعبير يعكس تحيُّزًا سلبيًّا سابقًا تجاه الشيعة دون تقديم أيِّ أدلةٍ ملموسة أو قويةٍ لتأييد تأسُّفه.

بالإضافة إلى ذلك، فإنه يعلن بنحوٍ زائف أن الشيعة يفتقرون إلى 313 مؤمنًا، اعتمادًا على رواية جاء فيها تحديد العدد المتوقِّف عليه ظهورُ الإمام المهديّ (عليه السلام)، بهذا التحديد تجاهل المستشكل العديد من الروايات الأخرى التي ذكرت أعدادًا غير العدد المذكور، فلا يمكن الاعتماد على هذا الادّعاء على أنه دليل قاطع، فلا يمكن تعليق ظهور الإمام المهدي (عليه السلام) على تحقق وجود العدد المحدد 313 من المؤمنين.

فالتركيز على العدد المحدد على أنه سبب وحيد لظهور الإمام المهدي (عليه السلام) يعدُّ مغالطة في السبب والنتيجة، وهو استنتاج فاسدٌ؛ لأنه يعتمد على صلة زائفة بين العدد المحدد (313) وظهور المهدي (عليه السلام)، من دون أيِّ أدلة أو روابط واقعية، ودون الالتفات لتنوُّع الروايات التي تشير إلى أعدادٍ مختلفة للمؤمنين المطلوبين لظهور المهدي (عليه السلام)، فقد جاء عن الإمام الصادق (عليه السلام) قوله: ((إذا كمل له العقد ـ وهو عشرة آلاف رجل ـ خرج بإذن الله عزّ وجل)) [الغيبة للنعماني، ص307].

وفي روايةٍ أخرى: ((حتَّى يكون في مثل الحلقة. قال الراوي: وما الحلقةُ؟ قال: عشرةُ آلاف رجل)) [إثبات الهداة، للحرّ العاملي، ج3، ص545].

أمّا العدد المشار إليه في أصل الإشكال (313) فهو يشير إلى حكّام الأرض وعمّاله عليها كما تذكر الروايات، جاء في كتاب “الغيبة” للنعماني عن الإمام الصادق (عليه السلام) في كلام له عن أصحاب القائم (عليه السلام): ((أنّهم ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلًا، وأنّهم حكام الأرض وعمّاله عليها، وبهم يُفتح شرق الأرض وغربها)) [الغيبة للنعماني، ص252].

وفي بعض الروايات نجد عدد الأنصار أكثر ممّا تقدّم ذكره، فقد جاء في جملةٍ من المصادر: “ثمّ يبعث الله من عترة رسوله رجلًا معه اثنا عشر ألف مقاتل، أو خمسة عشر ألف مقاتل” [انظر: المعجم الموضوعي لأحاديث الإمام المهدي، ص627].

وهناك روايات توصل العدد إلى مائة ألف رجل.  [انظر: إثبات الهداة، للحرّ العاملي، ج3، ص578، وبحار الأنور، ج52، ص307].

وعلى وفق ما سبق، لا يكون وجود 313 مؤمنًا هو السبب الوحيد لظهور المهدي (عليه السلام)، بل هناك عوامل أخرى مهمة تشمل اختبار الناس وتمحيصهم لكي يدركوا قيمة وجود إمامٍ من أئمة أهل البيت (عليهم السلام) بين أظهرهم، يتولى قيادتهم وإدارة شؤونهم، ولا يقتلونه كما قتلوا آباءه من قبلُ، وسمُّوهم، وسجنوهم، وشردوهم عن مدينة جدّهم المصطفى (صلى الله عليه وآله وسلم).

بنحوٍ عام، يتضح أن المستشكل يستخدم مغالطات مختلفة في تحليله واستنتاجاته، ويغفل العوامل المتعددة والمعقدة التي تؤثِّر في ظهور الإمام المهدي (عليه السلام).

وخلاصة ما تقدم:

1 – أن المستشكل يقوم بترويج صورةٍ نمطية سلبية عن الشيعة، ويقلل من قيمتهم الاجتماعية بنحوٍ غير مبرر.

2 – يستخدم المستشكل مغالطات باستخدام مفردات سلبية وتوجيه انتقاص للشيعة دون تقديم أدلة قوية أو ملموسة لتأييد تحيُّزه.

3 – يتجاهل المستشكل العوامل المعقدة والمتعددة التي تؤثر في ظهور الإمام المهدي (عليه السلام)، ويقتصر تحليله على افتراضات وتحديدات ضيقة وغير مؤكدة بشأن العدد المحدد للمؤمنين المرتبطين بظهوره (عليه السلام).

4 – العدد المحدد 313 من المؤمنين ليس علةً تامة في ظهور الإمام المهدي (عليه السلام).

والحمد لله أوّلًا وآخرًا، وصلّى الله، وسلّم على سيّدنا ونبيّنا محمّد وآله الطيّبين الطاهرين المعصومين المنتجَبين.