تفاصيل المنشور
- السائل - سجّادُ الموسويّ
- المُجيب - مهدي الجابري الموسوي
- 20 مشاهدة
تفاصيل المنشور
السّلامُ عليكُم ورحمةُ اللهِ وبركاتُهُ، سؤالٌ: بعضُ النّاسِ يقولونَ أنَّ السّيّدَ عليّاً السّيستانيّ دامَ ظِلّهُ الإمامُ، ما معنَى “الإمامُ” هُنا؟ هَل يُرادُ بهِ إمامُ جماعةٍ أو ماذا؟!
السائل
سجّادُ الموسويّ
السّلامُ عليكُم ورحمةُ اللهِ وبركاتُهُ، سؤالٌ: بعضُ النّاسِ يقولونَ أنَّ السّيّدَ عليّاً السّيستانيّ دامَ ظِلّهُ الإمامُ، ما معنَى “الإمامُ” هُنا؟ هَل يُرادُ بهِ إمامُ جماعةٍ أو ماذا؟!
الأخ سجاد المحترم، السّلامُ عليكمُ ورحمةُ اللهِ وبركاتُهُ ..
الإمامُ في اللّغةِ هوَ مَن يُؤتمُّ بهِ ، سواءٌ كانَ إنساناً أم كِتاباً أو غيرَ ذلكَ.
قالَ الرّاغبُ الأصفهانيُّ في ” المُفرداتِ ” : (( و الإمامُ : المُؤتَّمُ بهِ ، إنساناً كانَ أو يُقتدى بقولهِ و فعلِهِ ، أو كتاباً أو غيرَ ذلكَ ، مُحقّاً كانَ أو مُبطِلاً ، و جمعُهُ أئمّةٌ )). مُفرداتُ غريبِ القُرآنِ: 24.
وبهذا اللّحاظِ تتعدّدُ استعمالاتُ هذهِ الكلمةِ بحسبِ المواردِ المُستعملةِ فيهَا ، ففِي القُرآنِ الكريمِ تجدُهُ يستعمِلُهَا في اللّوحِ المحفوظِ مرّةً ، يقولُ تعالى : ( وكلَّ شيءٍ أحصيناهُ في إمامٍ مُبينٍ ) [ يس / 12 ] .
ومرّةً يُطلِقُها على الكتابِ السّماويّ ، يقولُ تعالى : ( ويتلوهُ شاهدٌ منهُ ومِن قبلِهِ كتابُ موسى إماماً ورحمةً ) [هود / 17].
ومرّةً على الأنبياءِ ، كما جاءَ في شأنِ إسحاقَ ويعقوبَ عليهِمَا السّلامُ : ( وجعلناهُم أئمّةً يهدونَ بأمرِنا وأوحينا إليهِم فعلَ الخيراتِ ) [ الأنبياءُ / 73 ] .
ومرّةً على أئمّةِ الضّلالِ ، كما جاءَ في قولِهِ تعالى : ( وجعلناهُم أئمّةً يدعونَ إلى النّارِ ويومَ القيامةِ لا يُنصرونَ ) [ القصصُ / 41 ] ،وقولُهُ تعالى : ( فقاتِلُوا أئمّةَ الكُفرِ ) [ التّوبةُ / 12 ].
وكذلكَ يُطلقُ اللّفظُ المذكورُ على الخلفاءِ ، وعلى أئمّةِ المذاهبِ ، وعلى إمامِ الجماعةِ ؛ لأنَّ هؤلاءِ كُلَّهُم في محلِّ الاقتداءِ بهِم لُغةً.
وقَد ثبتَ عنِ النّبيّ (صلّى اللهُ عليهِ وآلهِ وسلّمَ ) أنّهُ قالَ في حقِّ العترةِ الطّاهرةِ : { إنّي تاركٌ فيكُم خليفتينِ : كتابُ اللهِ ، حبلٌ ممدودٌ ما بينَ الأرضِ والسّماءِ، وعترتِي أهلُ بيتِي ، وأنّهُمَا لَن يتفرّقا حتّى يرِدا عليَّ الحوضَ }[ صحيحُ الجامعِ الصّغيرِ للألبانيّ 1: 482، مُسندُ أحمدَ بنِ حنبلٍ ، برقمِ : 21654، تصحيحُ شُعيبٍ الأرنؤوطِ].
فأئمّتُنا (عليهمُ السّلامُ) هُم خلفاءٌ شرعيّونَ بنصِّ هذا الحديثِ النّبويّ ، وهُم أئمّةٌ مُنصّبونَ منَ اللهِ عزَّ وجلَّ يُقتدى بهِم ، كما يُقتدى بالكتابِ الكريمِ .
وأمّا إطلاقُ لفظِ (الإمامِ) على السّيّدِ السّيستانيّ (حفظهُ اللهُ) فيُرادُ بهِ أنّهُ العالمُ الذي يُقتدَى بعلمِهِ ويُهتدَى بنورِ سجاياهُ منَ الحكمةِ والإدارةِ السّديدةِ لشؤونِ المُؤمنينَ.
ودُمتُم سالِمينَ.