مركز الدليل العقائدي

مركز الدليل العقائدي

أيّ حديث أقوى في الدلالة على إمامة عليّ (عليه السلام) حديث المنزلة أم حديث الغدير؟

تفاصيل المنشور

السؤال

أيّ حديث أقوى دلالة على امامة علي (عليه السلام)  حديث المنزلة ام حديث الغدير؟  ولماذا؟

السائل

حسنين حيدر الطفيلي

تفاصيل المنشور

السؤال

أيّ حديث أقوى دلالة على امامة علي (عليه السلام)  حديث المنزلة ام حديث الغدير؟  ولماذا؟

الأخ حسنين المحترم، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

 

قال السيد المرتضى علم الهدى قدّس سرّه في كتابه “الشافي”  ج 3 ص 99: (( قد دللنا على ثبوت النصّ على أمير المؤمنين (عليه السلام) بأخبارٍ مجمعٍ على صحتها متفق عليها، وإن كان الاختلاف واقعاً في تأويلها، وبيّنا أنّها تفيد النصّ عليه عليه السلام بغير احتمال ولا إشكال كقوله (صلى الله عليه وآله وسلّم ) : (أنت مني بمنزِلة هارون من موسى) و(من كنت مولاه فعليّ مولاه ) )). انتهى.

 

  ولكن قد يقال إنّ حديث المنزلة هو نصّ خفي على الخلافة والإمامة لحاجة السامع إلى تطبيق قاعدتي : إفادة اسم الجنس المضاف للعموم ، وإفادة الإستثناء للعموم، إلّا أننا لا نشكّ بأنَّ العرب الأقحاح الذين كان يخاطبهم النبيّ صلى الله عليه وآله وسلّم  قد فهموا هذه القواعد التي تفيد العموم من هذا الحديث ، فهم أهل اللغة وأساطينها ومنهم تؤخذ القواعد ويستدلّ بها !!

 

ومع ذاك نقول قد جاءت – غير هذه الأحاديث – أحاديث صريحة وواضحة في الدلالة على إمامة أمير المؤمنين عليّ عليه السلام بما لا ينازع فيها إلّا مكابر، كقوله صلى الله عليه وآله وسلّم : (عليّ مني وأنا منه، وهو ولي كلّ مؤمنٍ بعدي). ( سلسلة الأحاديث الصحيحة 5: 261)

 

 فهنا كلمة (بعدي) تقطع أي احتمال آخر للمراد من كلمة (ولي) في حديث رسول الله ؛ إذ لا ينطبق عليها أيّ معنى آخر يراد تمريره في المقام من معاني الوليّ سوى ولاية الامرِ، فلا يصلح أن تفسّر الكلمة بإرادة النصرة أو المحبة حتّى يكون المراد أنّ عليا عليه السلام هو ناصر المؤمنين ومحبهم بعد رسول الله ، فهذا الكلام لا معنى له ولا تحصيل، فانحصر المراد بالولاية في الحديث بولاية الأمرِ لا غير، ومن هنا قال المباركفوري عند شرحه للحديث المذكور من سنن الترمذيّ: (( وظاهر أنَّ قوله (بعدي)، في هذا الحديث ممّا يقوى به معتقد الشيعة )). انتهى ( تحفة الأحوذي في شرح سنن الترمذي 10 : 146) ، وهكذا يوجد غيره من الأحاديث بمثل هذه الدلالة والوضوح .

 

ودمتم سالمين