تفاصيل المنشور
- المستشكل - طالب علم
- المُجيب - مهدي الجابري الموسوي
- 55 مشاهدة
تفاصيل المنشور
كثيرًا ما يتردد اليوم على أسماعنا وأنظارنا من قولِ أنّ أحداث غزة ونظائرها فاقت أحداث كربلاء .. فما ردُّكم على هذا الكلام؟ وما الفرق بينهما؟
المستشكل
طالب علم
كثيرًا ما يتردد اليوم على أسماعنا وأنظارنا من قولِ أنّ أحداث غزة ونظائرها فاقت أحداث كربلاء .. فما ردُّكم على هذا الكلام؟ وما الفرق بينهما؟
بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله وكفى، وسلامٌ على عباده الذين اصطفى، محمد وآله المطهرين..
نحن نتابع بنحوٍ مستمر ما يُنشر من كتابات ومقالات سياسية دوليةٍ، لها مساسٌ بالعقيدة الإسلامية، ومن ذلك المضمون المشار إليه في السؤال ومضامينُ أخرى وصياغات متعددة، ومع الأسف الشديد وجدنا أن جُلّ كُتّابها هم من الدول العربية، وجاء في أغلبها عبارة (غزة اليوم كربلاء، فأين اللاطمون على الحسين؟ أين اللاطمون على كربلاء؟! أين ملالي النجف؟! …) ونحو ذلك، وكأنّ الشيعة هم من طبَّع مع إسرائيل، وهم من سلَّموا لهم غزة وفلسطين بأكملها على طبقٍ من ذهب، وتناسَوا أن ما يحدث اليوم على غزة وغيرها من المدن الفلسطينية الأخرى، كان بتأييد مبطَّنٍ من حُكّامهم وأسيادهم دون سواهم، كما هو واضح لأبناء الشعوب العربية بنحوٍ صريح وفاضح.
فهذه العبارات (أحداث غزة فاقت أحداث كربلاء) وما شاكلها، تعكس في طياتها غاياتٍ مسمومةً وحقدًا دفينًا متجذرًا في سياقَين محدَّدَين:
الأول: توهين وتحجيم واقعة كربلاء ومحاولة محوِها من ذاكرة التاريخ، وذلك بهدف استبدالها بقضيةٍ أخرى من نحوِ ما يجري الآن في غزةَ الجريحة وغيرها، وليس ذلك بدافعِ المحبة لشعوب تلك المناطق أو اهتمامًا لأراضيهم، بل حقدًا واعتراضًا على خلود المأساة الأليمة التي حلَّت بسبط رسول الله وأهل بيته وأصحابه، فقد بُذلت جهودٌ كبيرة ومتواصلة على ممرِّ العصور من أجل البحث عن بديل يُمكن أن يُطفئ الأثر الذي خلَّفته كربلاء، ولكن هيهات.
الثاني: في رأي هؤلاء الكُتَّاب وعلى وفق مقاييسهم المعوجّة أنّ أحداث غزة تفوّقت بأحداثها وأهميتها على مأساة كربلاء، ففي كربلاء فَقَد الحسينُ بضعةَ رجالٍ من أهل بيته وأصحابه وبضعة أطفال، بينما في غزة فُقِد آلافُ الرجال والنساء والأطفال، وفي كربلاء حرِقت خيام وفي غزة هدِّمت مئات المنازل والمستشفيات، الأحداث في كربلاء استمرت ليومٍ واحدٍ فقط، بينما لا تزال أحداث غزة مستمرة..
فهذا النوع من المقارنات يعبّر عن ضيق الرؤية والفهم لدى هؤلاء الكتّاب، فهم يفتقرون إلى القدرة على فهم القيمة الحقيقية للأحداث التاريخية، ويفتقرون أيضًا إلى القدرة على ربط هذه الأحداث بالأحداث المعاصرة بنحوٍ مناسب.. يُظهرون تركيزًا زائدًا على الجوانب الكميّة في كلتا الواقعتَين دون النظر في الاختلافات الرئيسة بينهما، كالنوع، والمكان، والزمان، والهدف، والشخصيات المعنيّة، فيُظهرون تقديرًا ضعيفًا يعتمد على تسليط الضوء على الفوارق السطحية بين الواقعتين بدلاً من فهم القِيَم والمعاني العميقة لكلٍّ منهما.
فواقعة كربلاء والأحداث التي جرت فيها، أخبر بها الأمين جبرئيل نبيَّ الإسلام (صلى الله عليه وآله وسلم) قبل حدوثها ووقوعها بمدةٍ مديدة من الزمن، فأَطْلعه على ما سيجري على سبطه الحسين في أرضٍ يُقال لها كربلاء، حيث أظهرت الرواياتُ التاريخية ملامح الواقعة، وحددت موقعها، وشخصتْ يوم حدوثها، ومن تلك الروايات ما رواه الإمام أحمد بسندٍ صحيح في مسنده، قال: ((حدثنا محمد بن عبيد، حدثنا شرحبيل بن مدرك عن عبد الله بن نجي عن أبيه: أنه سار مع عليٍّ، وكان صاحبَ مطهرته، فلما حاذى نينوى، وهو منطلقٌ إلى صفين، فنادى عليٌّ: اصبر أبا عبد الله، اصبر أبا عبد الله بشط الفرات، قلت: وماذا؟ قال: دخلت على النبي – صلى الله عليه وسلم – ذات يوم، وعيناه تفيضان، قلت: يا نبي الله أغضبك أحد، ما شأن عينيك تفيضان؟ قال: “بل قام من عندي جبريل قبلُ، فحدثني أن الحسين يُقتل بشطِّ الفرات”، قال: فقال: هل لك إلى أنْ أُشِمَّك من تربته؟ قال: قلت: نعم، فمد يده، فقبض قبضةً من ترابٍ، فأعطانيها، فلم أملك عينيَّ أنْ فاضتا))، قال محقق المسند أحمد شاكر معقِّبًا على الحديث: ((إسناده صحيح، وهو في مجمع الزوائد 187:9، وقال: “رواه أحمد وأبو يعلى والبزار والطبراني، ورجاله ثقات، ولم ينفرد نجي بهذا)) [مسند أحمد، ج1، ص446، تـ. أحمد شاكر].
وظهرت ملامحُ عظمةِ تلك الواقعة والمأساة التي أثّرت بعمقٍ على تاريخ البشرية بكل تفاصيله في كتابات المحايدين من كبارِ مشاهير علماء الغرب والعرب على مَمرِّ العصور، وتظهر فرادتها في عدم إمكان مقارنتها بأي حدث آخر على رغم وقوع أحداثٍ تاريخية مروِّعة بعدها.
يقول المؤرخ الإنكليزي “پرس سايكس”: ((إن الإمام الحسين وعُصبته المؤمنة القليلة عزموا على الكفاح حتى الموت، وقاتلوا ببطولةٍ وبسالةٍ ظلت تتحدى إعجابنا وإكبارنا عبر القرون حتى يومنا هذا)) [كتاب تاريخ إيران، تأليف پرس سايكس].
ويقول المستشرق الأمريكي غوستاف غرونيبام: ((إن وقعة كربلاء ذات أهمية كونية، فلقد أثَّرت الصورة المحزنة لمقتل الحسين، الرجل النبيل الشجاع في المسلمين، تأثيرًا لم تبلغه أية شخصية مسلمة أخرى)) [حضارة الإسلام، غوستاف غرونيبام].
ويقول أحد علماء مصر: ((إن الجيش الذي تولى محاربة الحسين وقتْله لهُو أقسى قلوب العالم، وليس فيه آثار الرحمة والإنسانية، بل هم جماداتٌ متحركة شريرة سجلوا لأنفسهم في التاريخ أكبر العار، وأسوأ الأعمال، وأفظع الأفعال، عاملَهم اللهُ بجرائمهم أشد العقاب)) [بالفارسية كتاب «پرتوي از عظمت حسين، ص447» نقلًا عن فهرست الكامل لابن الأثير].
ويقول الشيخ عبد الوهاب النجار من علماء الأزهر في مصر تنديدًا بقتلة الحسين (عليه السلام): ((لعن الله الفسق والفُسّاق، لقد سوَّدوا صحائف التاريخ، وسجلوا على أنفسهم الجرائم الكبرى التي لا تغتفر، ولا تنسى مدى الدهر، فإنا لله وإنا إليه راجعون، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم)) [المصدر السابق].
ويقول العلامة القرشي في كتابه “حياة الإمام الحسين”: ))ولم تشاهد أمةٌ من الأمم محنةً أوجع ولا أفجع من كارثة كربلاء، فلم تبقَ رزيةٌ من رزايا الدهر، ولا فاجعةٌ من فواجع الدنيا إلا جرت على سبط رسول الله وريحانته… وقد أَلهبتْ رزاياه العواطف حزنًا وأسًى، وأثارت اللوعة حتى عند أقل الناس إحساسًا وأقساهم قلبًا، وقد أثرت على الباغي اللئيم عمر بن سعد، فراح يبكي من أهوال ما جرى على الإمام الحسين من فوادح الخطوب)) [حياة الإمام الحسين، ج٣، ص١٦١].
وقد وصف الإمام الحسن المجتبى ( عليه السلام) اليوم الذي يُقتل فيه الحسين (عليه السلام) بأنه “لا يوم كيومه”، فقد روى الشيخ الصدوق في أماليه بسندٍ ينتهي إلى الإمام الصادق، عن أبيه، عن جده (عليهم السلام): ((أن الحسين بن علي بن أبي طالب (عليه السلام) دخل يومًا إلى الحسن (عليه السلام)، فلما نظر إليه بكى، فقال له: ما يبكيك يا أبا عبد الله؟ قال: أبكي لما يُصنع بك. فقال له الحسن (عليه السلام): إن الذي يؤتى إليَّ سمٌّ يُدسُّ إليَّ، فأُقتَل به، ولكنْ لا يوم كيومك يا أبا عبد الله، يزدلف إليك ثلاثون ألفَ رجل، يدّعون أنهم من أمة جدنا محمد (صلى الله عليه وآله)، وينتحلون دين الاسلام، فيجتمعون على قتلك، وسفك دمك، وانتهاك حرمتك، وسبي ذراريك ونسائك، وانتهاب ثقلك، فعندها تحلّ ببني أمية اللعنة، وتُمطر السماءُ رمادًا ودمًا، ويبكي عليك كل شيء حتى الوحوش في الفلوات، والحيتان في البحار)) [الأمالي، للشيخ الصدوق، ص178].
وهكذا وصَف الإمام الرضا (عليه السلام) واقعة كربلاء وما جرى على الحسين (عليه السلام) فيها، قائلًا: ((إن يوم الحسين أقرح جفوننا، وأذلّ عزيزنا)) [مقتل الحسين، المقرم، ص274]. ونحو ذلك العشرات من الأحاديث والروايات التي تصف يوم الطف وما جرى على سيد الشهداء وأهل بيته وأصحابه في كربلاء بعدم النظير على الإطلاق.
ولو تتبَّعنا الواقع الاجتماعي للمسلمين قبل ثورة الإمام الحسين (عليه السلام) وبعدها، وقارنّا بين الواقعَين لوجدنا الأثر الواضح لهذه الثورة في تفعيل الروح الجهادية المناهضة للظلم والتسلُّط، فالمجتمع الإسلامي قبل ثورة الحسين (عليه السلام) بقي مدّةَ عشرين عامًّا – من سنة أربعين إلى سنة ستين للهجرة – يعيش حالةً من السكون والخنوع، ولم نجد أيَّ حالةِ احتجاجٍ جِدّيٍّ جماعي ينهض به الناس في الوقوف بوجه الظلم الأموي واضطهاده وسرقته لأموال المسلمين والعبث بالسلطة، ولكنْ بعد ثورة الإمام الحسين (عليه السلام) تغيّرت الأمور تمامًا، وأصبحت حالةُ المناهضة والتصدي لظلم الظالمين حالةً سائدة في المجتمع الإسلامي، ولنستعرض معًا جانبًا من هذه الثورات التي تلت ثورة الإمام الحسين (عليه السلام) وكانت هذه الثورة مشكاتها ونبراسها في التصدّي للظلم الأموي:
1- ثورة التوابين: هذه الثورة – وكانت في العام 61هـ – هي أوّل ردّة فعلٍ للمسلمين على قتل الحسين (عليه السلام)؛ إذ اجتمع جماعةٌ من كبار الموالين لأهل البيت (عليهم السلام) وقرروا الثورة والخروج على يزيد ونظامه، وشعروا بالندم والتوبة لما فاتهم من نصرة ابن بنت رسول الله (صلوات الله وسلامه عليه)، وكان منهج ثورتهم أنْ يتوجهوا من الكوفة إلى الشام، ويقلبوا النظام الأموي في عقر داره، فقاتلوا على الحدود مع الشام حتى قُتلوا جميعًا.
2- ثورة أهل المدينة: هذه الثورة – وكانت في العام 62هـ – هي ثورةٌ أخرى وشرارةٌ ثانية قدحتها الثورة الحسينية، فعند رجوع الحوراء زينب (عليها السلام) إلى المدينة عملت على تأجيج الرأي العام في المدينة واستنهاض الناس للخروج على يزيد والأخذ بثأر الحسين المظلوم (عليه السلام)، حتّى جاء الكتاب من عمرو بن سعيد الأشدق والي يزيد على المدينة إلى يزيد يشتكي من وجودها، فقال في كتابه: “إنّ وجودها بين أهل المدينة مهيّج للخواطر، وإنّها فصيحة، عاقلة، لبيبة، وقد عزمت ـ هي ومن معها ـ على القيام للأخذ بثأر الحسين”، فأتاه كتاب يزيد بأنْ يفرّق بينها وبين الناس. [زينب الكبرى لجعفر النقدي، ص120- 122، نقلًا عن أخبار الزينبيات للنسابة العبيدي].
وحتّى يتأكد الناس ممّا تقوله الحوراء زينب عن يزيد ونظامه المنحرف عن الإسلام بعثوا وفدًا من المدينة إلى الشام، فوجدوا ما ذكرتْه لهم صحيحًا جدًّا، فجاؤوا، وصرّحوا للناس: أنّنا قدمنا من عند رجلٍ ليس له دين، يشرب الخمر، ويدع الصلاة، ويضرب بالطنابير، ويعزف عنده القيان، ويَلعب بالكلاب، ويَسمَر عنده اللصوص، وإنا نُشهِدكم أنا قد خلعناه. [يُنظر كلمات وفد المدينة في تاريخ الطبري، ج4، ص369].
3- ثورة المختار الثقفي: هذه الثورة – وكانت في سنة 66هـ – التي قادها المختار بن أبي عبيدة الثقفي كانت للأخذ بثأر الحسين (عليه السلام) وقد استجاب معها المجتمع العراقي بنحوٍ كبير، وحقّقت غاياتها في تتبُّع قتلة الحسين (عليه السلام) وقتلهم واحدًا واحدًا، وكانت جذوةً قوية من جذوات الثورة الحسينية.
4- ثورة مطرف بن المغيرة: في سنة 77 للهجرة، ثار مطرف بن المغيرة بن شعبة على الحجاج بن يوسف، وخلع عبد الملك بن مروان، وقال في كتاب له: “أمّا بعد فإنّ الله كتب الجهاد على خلقه، وأمر بالعدل والإحسان، وقال فيما أَنزل علينا: {تَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ}، وإنّي أُشهد اللهَ أنّي قد خلعت عبد الملك بن مروان والحجاج بن يوسف، فمن أحبّ منكم صُحبتي، وكان على مثل رأيي، فليتابعْني، فإنّ له الأسوة وحسن الصحبة، ومَن أبى فليذهب حيث شاء، فإنّي لستُ أحبّ أن يتبعني من ليست له نيةٌ في جهاد أهل الجور، أدعوكم إلى كتاب الله وسنّة نبيّه وإلى قتال الظلمة” [ تاريخ الطبري، ج5، ص111].
ولا يخفى على كلّ أحدٍ ما في هذا الكتاب من روح كربلاء التّي جاءت بالمضامين نفسها التي يتحدث عنها مطرف هنا .
5- ثورة ابن الأشعث: في سنة 81 للهجرة ثار عبد الرحمن بن محمد بن الأشعث على الحجاج، وخلع عبد الملك بن مروان، وكان سبب الثورة أنّ عبد الرحمن – وكان قائدًا للحجاج إلى سجستان – أدرك أنّ الحجاج والأمويين لا يهمهم سوى الغزو والغنائم، ولا يهمهم المخاطر التي يواجهها الجنود المسلمون في هذه الحروب؛ إذ كان همّ الحجاج هو الجباية والخرائج مهما كلّف الأمر، فشاور عبد الرحمن أصحابه بواقع الحال، فقرروا خلْع الحجاج والثورة على النظام الأموي الظالم [ينظر ما نقله الطبري في تاريخه، ج5، ص146 من كلام الصحابي أبي الطفيل عامر بن واثلة الكناني والتحريض على خلع الحجاج والقيام بهذه الثورة]، ولم تكن هذه الروح في التصدّي للظالمين ومنتفعي السلطة قبل كربلاء، وقد استمرت هذه الثورة مدّة ثلاث سنوات، من سنة 81 هـ إلى 83 هـ، وكان قوامُها العرب العراقيون إلى أن قضى عليها الحجاج بجيوشٍ من الشام.
6- ثورة زيد بن علي بن الحسين: في سنة 121هـ تهيأ زيد بن علي بن الحسين للثورة في الكوفة، وثار في سنة 122هـ، وكان شعار الثائرين في هذه الثورة مع زيد: “يا أهل الكوفة اخرجوا من الذلّ إلى العزّ، وإلى الدين والدنيا” [مقاتل الطالبيين، ص139]، وقد لاقت هذه الثورة استجابةً كبيرة في أطراف العراق من الكوفة والبصرة وواسط والموصل، وكذلك في خراسان والري وجرجان، وكادت هذه الثورة أن تنجح لولا اختلال التوقيت بين قيادة الثورة وأطرافها، الأمر الذي مكّن الجيش الأموي من السيطرة عليها.
هذه عيّنة يسيرة من الثورات التي كان لثورة الإمام الحسين (عليه السلام) التأثيرُ المباشر وغير المباشر في انطلاقها، وهناك ثوراتٌ أخرى عديدة لا يسع المجال لذكرها جميعًا كثورة الحسين صاحب فخ سنة 169 هـ في المدينة، وثورة أبي السرايا سنة 199هـ في الكوفة وغيرهما من الثورات التي كانت تحمل روح الحسين (عليه السلام) في نهضته وثورته ضد الظالمين من الحكّام والطغاة.
ومن هذا يمكننا القول: إن الثورات الحديثة التي اندلعت لمواجهة الحكومات الظالمة ومواجهة الاحتلال، انبثقت من كربلاء، واستلهمت عزمها وصمودها من أبي الأحرار وسيد الشهداء الإمام الحسين (عليه السلام).
والحمد لله أوّلًا وآخرًا، وصلّى الله، وسلّم على سيّدنا ونبيّنا محمّد وآله الطيّبين الطاهرين المعصومين المنتجَبين.