مركز الدليل العقائدي

أحاديثهم حجة على جميع المسلمين الى يوم الدين

تفاصيل المنشور

السؤال

هل أحاديث أئمة أهل البيت (ع) حجة على الشيعة الإمامية فقط أو على الشيعة كلهم؟ وهل تشمل المخالفين لنا في معتقدنا من أهل السنة؟ نرجو منكم جوابا شافيا افيا وشكرا لكم.

السائل

أكرم أمير الساعدي

تفاصيل المنشور

السؤال

هل أحاديث أئمة أهل البيت (ع) حجة على الشيعة الإمامية فقط أو على الشيعة كلهم؟ وهل تشمل المخالفين لنا في معتقدنا من أهل السنة؟ نرجو منكم جوابا شافيا افيا وشكرا لكم.

الأخ أكرم المحترم، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
إن النصوص الصادرة عن عترة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) هي حجة على المسلمين كافة سواء الذين يعتقدون بإمامتهم أو الذين لا يعتقدون بذلك، لأنّ النبي (صلى الله عليه وآله) أوصى أمته بأخذ الدين من أهل بيته (عليهم السلام) ولم يوصها بأخذه من أصحابه وأزواجه.. وذلك في حديث الثقلين الصحيح المتواتر عند الجميع، وهو كما في مسند أحمد عن أبي سعيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إني تاركٌ فيكم الثقلين، أحدهما أكبر من الآخر: كتاب الله حبلٌ ممدود من السماء الى الاَرض، وعترتي أهل بيتي، وإنهما لن يفترقا حتى يردا عليَّ الحوض)). انتهى.
وهذا الحديث الصحيح المتواتر المشهور المقطوع الصدور المروي بالأسانيد المتعدّدة الكثيرة العالية، الذي قال عنه ابن حجر الهيثمي في صواعقه: ((ثم اعلم ان لحديث التمسك بذلك طرقا كثيرة وردت عن نيف وعشرين صحابيا)) [الصواعق المحرقة، 89 و90، رواه مسلم صحيح 4: 1883 / 36 و37، والترمذي في سننه 5: 662 / 3786 و663 / 3788، والدارمي في سننه 2: 431، والبيهقي في سننه 2: 148 و7: 30 و10: 114، وأحمد بن حنبل في مسنده 3: 14 و17 و26 و59 و4: 366 و371، والحاكم في مستدركه على الصحيحين 3: 109 و148].
وقال عنه العلامة الطباطبائي في الميزان: ((وحديث الثقلين من المتواترات التي أجمع على روايتها الفريقان، وقد أنهي بعض علماء الحديث رواته من الصحابة إلى خمس وثلاثين راوياً من الرجال والنساء، وقد رواه عنهم جمٌّ غفير من الرواة وأهل الحديث)) (تفسير الميزان، ج3، ص379، بتصرف].
وقال عنه الشيخ الأنطاكي: ((وقد بلغ هذا الحديث الشريف من الشهرة ما أغنى استطراد مصادره، فإنّه قد رواه الفريقان، واعترفت به الفرقتان، وعرفه الخاص والعام، بل حفظه الصغير والكبير، والعالم والجاهل فهو فاكهة الاندية، وفي مذاق الافواه، حتى كاد ان يتجاوز حدّ التواتر)) [لماذا اخترت مذهب أهل البيت عليهم السلام، ص146].
هذا الحديث الذي بلغ من الصحة والشهرة إلى حد لم يتمكن أحد من المتعصبين إنكاره، يدلّ على حصر مصدر الدين بعد النبي (صلى الله عليه وآله) بأهل بيته صلوات الله عليهم أجمعين، فبالتمسك بهما – الكتاب والعترة – يتحرز المسلم عن الضلال في العقيدة اولاً، وعن الضلال في الفروع ثانياً، فكما أن الكتاب معصوم عن الخطأ “لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه” فتكون العترة مثله.
قال الكاتب المصري صالح الورداني: ((لقد ترك الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) للأمة الكتاب، وربط هذا الكتاب بآل البيت (عليهم السلام) بزعامة الامام عليّ (عليه السلام) فمن التزم بالكتاب التزم بآل البيت (عليهم السلام)، ومن حاد عن الكتاب حاد عن آل البيت (عليهم السلام)، وإنّ ربط الكتاب بالإمام يضفي المشروعية على كل خطوات الإمام ومواقفه، فهو قد اختير من قبل الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) ليكون مفسر هذا الكتاب والمعبر عنه والناطق بلسانه. [انظر: السلف والسياسة، ص112 ط أولى عام 1996].
ومن خطبة للإمام الحسن السبط (عليه السلام)، فيما خص الله به أهل البيت (عليهم السلام)، قال: ((وأقسم بالله لو تمسكت الأمة بالثقلين لأعطتهم السماء قطرها، والأرض بركتها، ولأكلوا نعمتها خضراء من فوقهم ومن تحت أرجلهم من غير اختلاف بينهم إلى يوم القيامة، قال الله عز وجل {ولو أنهم أقاموا التوراة والإنجيل وما أنزل إليهم من ربهم لأكلوا من فوقهم ومن تحت أرجلهم}. [المائدة: 66]، وقال عز وجل: {ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض ولكن كذبوا فأخذناهم بما كانوا يكسبون}. [الأعراف:96])) [انظر: الروائع المختارة من خطب الامام الحسن السبط، ص58، ط مصر].
فكما ان القرآن هو سبيل الهدى والتمسك به نجاة م الضلالة، فكذلك عترة النبي (صلى الله عليه وعليهم) معصومون من الخطأ والزلل ومن تمسك بهم، تمسك بحبل الله المتين.
ودمتم سالمين