تفاصيل المنشور
- السائل - منار صالح الحساني
- المُجيب - مهدي الجابري الموسوي
- 804 مشاهدة
تفاصيل المنشور
ما معنى الوتر الموتور في زيارة عاشوراء؟
السائل
منار صالح الحساني
ما معنى الوتر الموتور في زيارة عاشوراء؟
الوتر في اللغة تارة يطلق ويُراد به العدد أي الشيء الواحد الفرد الذي ليس بزوج، قال ابن منظور: (وتر: الوتر والوتر: الفرد أو ما لم يتشفع من العدد) [لسان العرب، لابن منظور، ج5، ص273، فصل الواو]، وأخرى يطلق ويراد به من اتصف بصفة لا يشاركه بها غيره، كإطلاقهم الوتر على نبي الله آدم عليه السلام، قال ابن منظور: (وروي عن ابن عباس، رضي الله عنهما، أنه قال: الوتر آدم عليه السلام، والشفع شفع بزوجته) [المصدر السابق].
والوتر في الاصطلاح صفة من صفات الله سبحانه (لأنه البائن من خلقه الموصوف بالوحدانية من كل وجه ولا نظير له في ذاته ولا سمي له في صفاته ولا شريك له في ملكه، فتعالى الله الملك الحق) [مجمع البحرين للشيخ الطريحي ج4 ص462 باب الواو].
قال ابن حجر: (الوتر الفرد، ومعناه في حق الله أنه الواحد الذي لا نظير له في ذاته ولا انقسام). [فتح الباري، ج11، ص227].
وقال البيهقي: (الوتر هو الفرد الذي لا شريك له ولا نظير)، [الاعتقاد، للبيهقي، ص:68].
فتحصل من جميع ما تقدم ان من معاني الوتر هو الموجود المتفرد بصفة لا يشاركه فيها أحد غيره. وهذا المعنى متحقق في شخص الإمام الحسين عليه السلام، والى هذا أشار العلامة المجلسي في البحار بقوله: (وتر الله أي الفرد المتفرد في الكمال من نوع البشر في عصره الشريف) [بحار الأنوار للعلامة المجلسي، ج98، ص154].
والموتور هو الذي قتل قتيل له ولم يتمكن من الأخذ بحقّه (صحاح اللغة للجوهري، ج، ص718)، فيكون المعنى: السلام على ذلك الفرد المتفرد بكمالاته وشرفه في زمانه والذي قتل أهله وأقرباءه وأصحابه ولم يتمكن من الأخذ بحقّهم.
ويوجد معنيان آخران للوتر:
الأوّل: أن يكون بمعنى الثأر، لأنَّ من وترته أي قتلت حميمه فأفردته منه (القاموس المحيط، ص490، مادّة وتر)، فيكون بالتالي هو نفسه معنى الموتور الذي يراد به: من قتل قتيل له ولم يتمكن من أخذ الثأر له، ويكون التعبير بـ (الوتر الموتور) من باب تأكيد المعنى الواحد بلفظين.
الثاني: أن يراد به الدم؛ لأنّ الوتر في بعض لغة العرب يفسرونه بالذحل، وهو دم المقتول ظلماً (المصدر السابق)، فيكون المراد من العبارة السابقة: السلام على من سفك دمه ظلماً وقتل أولاده واخوانه وأقرباءه وأصحابه أمام عينيه ولم يلحق للأخذ بثأرهم.
وكلّ هذه المعاني تصلح للإنطباق على واقع الحال على ما جرى على الإمام الحسين (عليه السلام) يوم عاشوراء، وإن كان بعضهم يميل إلى ترجيح المعنى الثالث من هذه المعاني (المازندراني، شرح زيارة عاشوراء، ص100).
ودمتم سالمين.