تفاصيل المنشور
- السائل - محمد صلاح
- المُجيب - مهدي الجابري الموسوي
- 417 مشاهدة
تفاصيل المنشور
هل كان بنو أسد في أرض كربلاء؟ وهل سمعوا طلب نصرة الإمام ع وكيف ؟ولماذا جاءوا لدفنه ؟وهل نداء النصرة كان للأعداء أم للعشائر التي تسكن بمقربة من أرض المعركة ومنهم بنو أسد وتميم؟!
السائل
محمد صلاح
هل كان بنو أسد في أرض كربلاء؟ وهل سمعوا طلب نصرة الإمام ع وكيف ؟ولماذا جاءوا لدفنه ؟وهل نداء النصرة كان للأعداء أم للعشائر التي تسكن بمقربة من أرض المعركة ومنهم بنو أسد وتميم؟!
الأخ محمّد المحترم ، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يذكر الشيخ المفيد ( رضوان الله عليه ) في إرشاده : (( ولما رحل ابن سعد خرج قوم من بني أسد كانوا نزولا بالغاضرية إلى الحسين وأصحابه رحمة الله عليهم ، فصلّوا عليهم ودفنوا الحسين عليه السلام حيث قبره الآن ، ودفنوا ابنه علي بن الحسين الأصغر عند رجليه ، وحفروا للشهداء من أهل بيته وأصحابه الذين صرعوا حوله ممّا يلي رجلي الحسين عليه السلام وجمعوهم فدفنوهم جميعا معا ، ودفنوا العباس بن علي عليهما السلام في موضعه الذي قتل فيه على طريق الغاضرية حيث قبره الآن )) ( الإرشاد 2: 114).
فهذا النصّ يكشف لنا عن الجماعة التي حضرت لدفن الإمام الحسين ( عليه السلام ) والجثث الطواهر الزواكي من أهل بيته وأصحابه ، وهم بنو أسد ، بأنّهم كانوا يسكنون الغاضرية التي تقع اليوم في الشمال الشرقي من الضريح المقدّس وتسمّى بمنطقة الحسينية .
وهؤلاء الجماعة كان حبيب بن مظاهر الأسدي ( رضوان الله عليه ) قد أقبل إليهم يستنهضهم لنصرة الإمام الحسين ( عليه السلام ) فاستجاب له جملة منهم وأقبلوا لنصرة ابن بنت رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) .
عن السيد الأمين في ” أعيان الشيعة ” : (( وروى محمد بن أبي طالب في مقتله أنّه لمّا وصل حبيب إلى الحسين ( ع ) ورأى قلّة أنصاره وكثرة محاربيه قال للحسين عليه السلام ، إنّ ههنا حيّا من بني أسد فلو أذنت لي لسرت إليهم ودعوتهم إلى نصرتك لعل الله ان يهديهم وان يدفع بهم عنك ! فاذن له الحسين عليه السلام فسار إليهم حتى وافاهم فجلس في ناديهم ووعظهم وقال في كلامه : يا بني أسد قد جئتكم بخير ما أتى به رائد قومه ، هذا الحسين بن علي أمير المؤمنين وابن فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وقد نزل بين ظهرانيكم في عصابة من المؤمنين ، وقد أطافت به أعداؤه ليقتلوه ، فأتيتكم لتمنعوه وتحفظوا حرمة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فيه ، فوالله لئن نصرتموه ليعطينكم الله شرف الدنيا والآخرة ، وقد خصصتكم بهذه المكرمة لأنّكم قومي وبنو أبي وأقرب الناس مني رحماً .
فقام عبد الله بن بشير الأسدي وقال : شكر الله سعيكم يا أبا القاسم ! فوالله لجئتنا بمكرمة يستأثر بها المرء الأحب فالأحب ! أما انا فأوّل من أجاب و أجاب جماعة بنحو جوابه فنهدوا مع حبيب وانسل منهم رجل فأخبر ابن سعد فأرسل الأزرق في خمسمائة فارس ، فعارضهم ليلا ومانعهم فلم يمتنعوا فقاتلهم ، فلما علموا أنّ لا طاقة لهم بهم تراجعوا في ظلام الليل وتحمّلوا عن منار لهم ، وعاد حبيب إلى الحسين عليه السلام فأخبره بما كان ، فقال عليه السلام ( وما تشاؤون إلّا أن يشاء الله ) ولا حول ولا قوة إلّا بالله )) ( أعيان الشيعة 4: 554).
ودمتم سالمين.