مركز الدليل العقائدي

فهم مغلوط لحديث “شديد السواد لا يدخل الجنة”

تفاصيل المنشور

السؤال

في كتاب الخصال للصدوق الرافضي يروي عن الرسول أنه لا يدخل الجنة اصحاب البشرة السمراء، طيب لماذا تنشرون التشيع في البلاد الأفريقية وبالذات في جنوب إفريقيا. ثانيا بلال الحبشي من ضمن الصحابة الذين لم يرتدوا فما هو موقعه من الإعراب؟؟ تفضلوا أجيبوا.

السائل

أزهري

تفاصيل المنشور

السؤال

في كتاب الخصال للصدوق الرافضي يروي عن الرسول أنه لا يدخل الجنة اصحاب البشرة السمراء، طيب لماذا تنشرون التشيع في البلاد الأفريقية وبالذات في جنوب إفريقيا. ثانيا بلال الحبشي من ضمن الصحابة الذين لم يرتدوا فما هو موقعه من الإعراب؟؟ تفضلوا أجيبوا.

بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله وكفى، وسلام على عباده الذين اصطفى محمد وآله المطهرين..
لا يختلف اثنان على بداهة أن الإسلام لا يفرّق بين أبيض وأسود ولا بين جنس وآخر، قال تعالى: Pوَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِلْعَالِمِينَO [الروم:22]، كما أنه ينبذ العنصرية والطائفية، ويرفض جعلها مقياساً للتفاضل في ميزان الإسلام، وأن المقياس الوحيد للتفاضل في الإسلام هو التقوى، قال تعالى: Pيَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْO [الحجرات:13].
ونود هنا أن نذكرك بتحذير رسول الله J من الكذب، فقد روى البخاري ومسلم في صحيحهما عن رسول الله J قوله: ((آية المنافق ثلاث إذا حدث كذب..)) [صحيح البخاري، ج3، ص180، صحيح مسلم، ج1، ص78].
وما ذكرته في نص كلامك من أن الشيخ الصدوق (رحمه الله) روى في كتابه الخصال عن رسول الله J أنه “لا يدخل الجنة أصحاب البشرة السوداء”، انما هو محض كذب وافتراء واختلاق، إذ لا وجود لمثل هكذا حديث في كتاب الخصال، بل ولا في غيره من مصادر الشيعة.
نعم، الحديث الذي رواه الشيخ الصدوق في الخصال بسنده جاء فيه: ((قال رسول الله صلى الله عليه وآله: لا يدخل الجنة مدمن خمر ولا سكير ولا عاق ولا شديد السواد ولا ديوث..)) [الخصال، ص450]. وعقّبه – مبينا معنى “شديد السواد” – بقوله: ((الذي لا يبيضّ شيء من شعر رأسه، ولا من شعر لحيته مع كبر السنّ، ويسمّى الغربيب)) [المصدر نفسه].
ومعنى الغربيب – بكسر الغين المعجمة – أي الذي لا يشيب، أو الذي يسوّد شيبه بالخضاب، ذكره الزمخشري، وعلى الأول فالمراد به من يعمل عمل من لحيته سوداء، يعني عمل الشباب من اللهو واللعب والخفة والطيش والإكباب على الشهوات والاسترسال في اللذات. [راجع: فيض القدير، ج2، ص284].
ونقول: إذا كان بيتك من زجاج فلا ترم الناس بالحجارة، فما ذكرته من عدم دخول أصحاب البشرة السوداء إلى الجنة، واتهمت به الشيعة الإمامية كذبا وبهتانا، فإنه قد روي في مصادركم – مصادر أهل السنة – بسند صحيح، فقد روى أصحاب السنن والمسانيد عن أبي الدرداء عن النبي J أنه قال: ((خلق اللّه آدم يوم خلقه وضرب على كتفه اليمنى فأخرج ذرية بيضاء كأنهم الذر، وضرب كتفه اليسرى فأخرج ذرية سوداء كأنهم الحمم، فقال للذي في يمينه: إلى الجنة ولا أبالي، وقال للذي في يساره: إلى النار ولا أبالي)) وهذا الحديث أخرجه: أحمد 4 / 186 وابن حبان 338 والحاكم 1 / 31 عن عبد الرحمن بن قتادة السلمي، وإسناده حسن وله شاهد عند مالك في الموطأ 2 / 898 وأحمد 1 / 44 وأبي داود 4703 والترمذي 3077 عن عمر وإسناده صحيح. وله شاهد عن أبي الدرداء عند أحمد 6 / 441 وعن عائشة عند مسلم 2662 والبغوي (78) وعن حكيم ابن حزام عند البزار 2140، وصححه الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة 1/ 114.
وحاشا لله سبحانه أن يعذب عباده لاختلاف ألوانهم وصورهم التي لا ذنب لهم في خلقها واختلافها، وحاشا رسول الله J أن يكون قد قال هذا!
والحمد لله أوّلا وآخراً، وصلّى الله وسلّم على سيّدنا ونبيّنا محمّد وآله الطيّبين الطاهرين المعصومين المنتجَبين.

شديد السواد لا يدخل الجنة

شديد السواد لا يدخل الجنة