مركز الدليل العقائدي

مركز الدليل العقائدي

خبر كسر ضلع الزهراء (ع) واسقاط جنينها من أصدق الأخبار وأثبتها

السائل

عليّ العكيلي

تفاصيل المنشور

السؤال

يقول بعض علماء الشيعة ان الزهراء لم يكسر ضلعها ولم يسقطوا جنينها ولم يدفعوا الباب ارجو الرد على هكذا إشكال……؟

بسمه تعالى
والحمد لله وكفى، وسلام على عباده الذين اصطفى محمد وآله المطهرين..
حادثة كسر ضلع الزهراء (عليها السلام) واسقاط جنينها بكل تفاصيلها ثابتة في مصادر الفريقين، وتواتر ذكرها في كتب الشيعة، فقد جاء عن الشيخ الطوسي في كتابه تلخيص الشافي، قوله: ((وقد روى: أنهم ضربوها بالسياط والمشهور الذي لا خلاف فيه بين الشيعة: أن عمر ضرب على بطنها حتى أسقطت فسمي السقط (محسنا). والرواية بذلك مشهورة عندهم. وما أرادوا من احراق البيت عليها حتى التجأ إليها قوم وامتنعوا من بيعته. وليس لاحد ان ينكر الرواية بذلك ورواية الشيعة مستفيضة به لا يختلفون في ذلك)) [تلخيص الشافي ج 3 ص 156].
وفي هذا المعنى يقول العلامة الشيخ محمد حسين كاشف الغطاء: ((طفحت واستفاضت كتب الشيعة من صدر الإسلام والقرن الأول، مثل كتاب سليم بن قيس، ومن بعده إلى القرن الحادي عشر وما بعده، بل وإلى يومنا هذا، كل كتب الشيعة التي عنيت بأحوال الأئمة، وأبيهم الآية الكبرى، وأمهم الصديقة الزهراء صلوات الله عليهم أجمعين، وكل من ترجم لهم، وألف كتابا فيهم، وأطبقت كلمتهم تقريبا، أو تحقيقا في ذكر مصائب تلك البضعة الطاهرة: أنها بعد رحلة أبيها المصطفى ضرب الظالمون وجهها، ولطموا خدها، حتى احمرت عينها، وتناثر قرطها، وعصرت بالباب حتى كسر ضلعها، وأسقطت جنينها، وماتت عضدها، هذه القضايا والرزايا ونظموها في أشعارهم، ومراثيهم، وأرسلوها إرسال المسلمات من الكميت، والسيد الحميري، ودعبل الخزاعي، والنميري، والسلامي، وديك الجن، ومن بعدهم، ومن قبلهم إلى هذا العصر…)) [انظر: جنة المأوى، ص78 – 81].
وعن هذه الضابطة يقول العلامة المظفر: يكفي في ثبوت قصة الإحراق رواية جملة من علمائهم له، بل رواية الواحد منهم له، لا سيما مع تواتره عند الشيعة. [انظر: دلائل الصدق، ج3، قسم1].
ويقول أيضاً في المصدر نفسه: ((خبر كشف بيت فاطمة الزهراء عليها السلام من أصدق الأخبار وأثبتها، وقد رواه جمع كثير من الأئمّة الأعلام من أهل السُنّة في كتبهم المعروفة المشهورة، فمنهم من رواه بالإسناد، ومنهم من أرسله إرسال المسلّمات، وتنتهي أسانيدهم إلى أبي بكر نفسه، في خبر يبدي فيه أبو بكر أسفه على أُمور فعلها ودّ لو تركها، في كلام طويل، ونحن نذكر القدر المحتاج إليه هنا، وذلك قوله: “وددت أنّي لم أكشف بيت فاطمة عن شيء وإنْ غلّقوه على الحرب”)) [دلائل الصدق لنهج الحق، ج1، ص72].
وفي سؤال وجه للسيد الخوئي (قدس سره) نصه: ((هل الروايات التي يذكرها خطباء المنبر، وبعض الكتاب عن كسر (عمر) لضلع السيدة فاطمة (عليها السلام) صحيحة برأيكم؟
فأجاب (قدس سره): ((ذلك مشهور معروف، والله العالم)). [صراط النجاة، ج٣، ص٣١٤].
وأما مظلوميتها بإسقاط جنينها نتيجة الاعتداء على بيتها فقد دلت عليها جملة من الروايات وأقوال العلماء:
فقد ذكر الشهرستاني في (الملل والنحل)، والصفدي في (الوافي بالوفيات) عن أبي إسحاق إبراهيم النظام – وهو شيخ الجاحظ – قوله: أن عمر ضرب بطن فاطمة (عليها السلام) يوم البيعة حتى ألقت المحسن من بطنها، وكان يصيح: أحرقوها بمن فيها، وما كان في الدار غير عليّ وفاطمة والحسن والحسين. [انظر: الملل والنحل، ج1، ص77؛ والوافي بالوفيات، ج6، ص17].
وذكر ابن قتيبة في كتابه (المعارف) – على ما حكى عنه الحافظ السروي المعروف بابن شهر آشوب في كتابه [مناقب آل أبي طالب، ج3، ص133]، ويؤيد ذلك فيما نقله عنه الحافظ الكنجي الشافعي في كتابه (كفاية الطالب): ((وأولادها الحسن والحسين والمحسن سقط))، وقال: ((إن محسنا فسد من زخم قنفذ العدوى)) [كفاية الطالب، ص423].
ومن علماء أهل السنة الذين ذكروا أن للزهراء (عليها السلام) ولدا اسمه محسن وقد أسقط:
الحافظ جمال الدين المزي (تـ 742 هـ) قال في كتابه (تهذيب الكمال، قال: ((كان لعلي من الولد الذكور والذين لم يعقبوا محسن درج سقطا)) [تهذيب الكمال، ج20، ص472].
والصلاح الصفدي (تـ 764 هـ) قال في (الوافي بالوفيات): ((والمحسن طرح)) حكى ذلك عن شيخه الذهبي في كتابه (فتح المطالب في فضل علي ابن أبي طالب). [الوافي بالوفيات، ج21، ص281].
والصفوري الشافعي (تـ 894 هـ) قال في (نزهة المجالس): ((وكان الحسن أول أولاد فاطمة الخمسة: الحسن، والحسين، والمحسن كان سقطا، وزينب الكبرى، وزينب الصغرى)) [نزهة المجالس، ج2، ص229].
وقال في كتابه الآخر: (المحاسن المجتمعة): ((من كتاب الاستيعاب لابن عبد البر قال: وأسقطت فاطمة سقطا سماه عليّ محسنا)) [المحاسن المجتمعة في الخلفاء الأربعة، ص164].
والشيخ محمد الصبان الشافعي (تـ 1206 هـ) قال: ((فأما محسن فأدرج سقطا)) [إسعاف الراغبين – بهامش مشارق الأنوار، للحمزاوي، ص81].
ومن أنكر وجود حديث صحيح السند في مصادر الشيعة، رغم تواتر الحادثة، وأنّ المتواتر لا ينظر في اسانيده ولا يناقش، ومع ذلك خذ هذا السند الصحيح من مصادرنا، فقد جاء في كتاب (دلائل الإمامة) الذي رواه العلامة محمد بن جرير الطبري الثقة [رجال النجاشي، ص376]، عن أبي الحسين محمد بن هارون بن موسى التلعكبري الثقة (لأنه من مشائخ النجاشي، ومشائخ النجاشي كلهم ثقات في تحقيق معروف عند محققي الإمامية) عن أبي علي محمد بن همام بن سهيل الثقة [رجال النجاشي، ص295]، عن أحمد بن محمد الأشعري الثقة [رجال النجاشي، ص216]، عن عبد الرحمن بن نجران الثقة [رجال النجاشي، ص235]، عن عبد الله بن سنان الثقة [رجال النجاشي، ص214]، عن ابن مسكان الثقة [رجال النجاشي، ص214]، عن أبي بصير الثقة [رجال النجاشي، ص411]، عن الإمام الصادق (عليه السلام)، قال:
((قبضت فاطمة (عليها السلام) في جمادى الآخرة يوم الثلاثاء لثلاث خلون منه سنة إحدى عشر من الهجرة، وكان سبب وفاتها أن قنفذا مولى عمر لكزها بنعل السيف بأمره، فأسقطت محسنا، ومرضت من ذلك مرضا شديدا، ولم تدع أحدا ممن آذاها يدخل عليها. وكان الرجلان من أصحاب النبي (صلى الله عليه وآله) سألا أمير المؤمنين أن يشفع لهما إليها، فسألها أمير المؤمنين (عليه السلام) فأجابت، فلما دخلا عليها قالا لها: كيف أنت يا بنت رسول الله؟ قالت: بخير بحمد الله. ثم قالت لهما: ما سمعتما النبي (صلى الله عليه وآله) يقول: فاطمة بضعة مني، فمن آذاها فقد آذاني، ومن آذاني فقد آذى الله؟ قالا: بلى. قالت: فو الله، لقد آذيتماني. قال: فخرجا من عندها وهي ساخطة عليهما)) [دلائل الإمامة، ص135].
والحمد لله أوّلا وآخراً، وصلّى الله وسلّم على سيّدنا ونبيّنا محمّد وآله الطيّبين الطاهرين المعصومين المنتجَبين.