مركز الدليل العقائدي

تعميق الفهمِ للواقع المعاصر وإدراك المخاطر المحدِقة بالمجتمع

تفاصيل المنشور

تفاصيل المنشور

إذا رسمتَ دائرةً على ورقة، ووضعتَ نقطةً في مركزها، فسيمكنُك رؤيةُ محيطها بسهولة. ولكنْ عندما تجد نفسَك في قلب دائرةٍ كبيرةٍ مرسومة على الأرض، فإنَّ محيطها يظلُّ غامضًا، ومركزها غيرُ واضحٍ لك.

هذا تشبيهٌ يوضِّح صعوبةَ إدراك الأمور الكبيرة والمعقَّدة عندما نكونُ جزءًا منها، فالإنسان عندما يكون في قلب الحدث، يُصبِح من الصعب عليه رؤيةُ الصورة الكاملة والموضوعية لما يجري حوله، تمامًا كما يصعب رؤيةُ محيط دائرةٍ كبيرةٍ عندما نكونُ واقفين داخلَها.

وعندما تغمرنا موجةٌ من التغيُّرات السريعة في القِيَم والمعايير الخُلُقيّة، يصعب علينا تحديدُ هُويَّتنا الأصيلة ومبادئنا الثابتة، فنُصبِح كمَن يمشي في دائرةٍ كبيرةٍ لا يُعرَف مركزها، فنتأثَّر بكل ما يحيط بنا من أفكارٍ وتياراتٍ دون أنْ نُدرك أثرَها الحقيقيَّ على حياتنا.

وفي ظلِّ عالمٍ متشابكٍ ومترابط، يصعب على أفراد المجتمع إدراكُ المؤامرات التي تُحاك ضدَّهم، لا سيما إذا كانتْ هذه المؤامراتُ تستهدف تغييرَ هُوِيَّته وتفكيكه من الداخل، فالناس مشغولون بحياتهم اليومية وهمومِهم الخاصَّة، ولا يملكون الوقتَ أو الخبرة الكافية لفكِّ شِفرة هذه المؤامرات.

وأنَّ التطور التكنولوجي الهائل خَلَق عالَمًا جديدًا من العلاقات والمعارف، ولكنْ في الوقت نفسِه جعل المجتمعَ أكثرَ عُرضة للتلاعُب والتحكُّم، إذ غرِق في بحرٍ من المعلومات والأخبار المضلِّلة، ولا يُعرَف أيُّها الصحيح وأيُّها الزائف، مما جعلَه أكثر عُرضةً للتأثير والتوجيه المتطرِّف فكريًّا وسياسيًّا.

وتهدف هذه التوعيةُ إلى: تعميق الفهمِ للواقع المعاصر وإدراك المخاطر المحدِقة بالمجتمع.