تفاصيل المنشور
- السائل - جلال مرداش
- المُجيب - مهدي الجابري الموسوي
- 41 مشاهدة
تفاصيل المنشور
كانت وفاة أم سلمة سنة 59هـ على ما قاله النووي في تهذيب الأسماء واللغات، وأنتم تزعمون أن الرسول صلى الله عليه وسلم اخبرها ان تغير لون التربة فان الحسين قد قتل، والحسين قتل سنة 61هـ فهي قد ماتت قبل أن يقتل الحسين رضي الله عنه.
السائل
جلال مرداش
كانت وفاة أم سلمة سنة 59هـ على ما قاله النووي في تهذيب الأسماء واللغات، وأنتم تزعمون أن الرسول صلى الله عليه وسلم اخبرها ان تغير لون التربة فان الحسين قد قتل، والحسين قتل سنة 61هـ فهي قد ماتت قبل أن يقتل الحسين رضي الله عنه.
الأخ جلال المحترم، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
الرأي المشهور بين علماء المسلمين أن وفاة أم سلمة (رضوان الله عليها) كانت في سنة إحدى وستين، قال الذهبي : ((وكانت آخر من مات من أمهات المؤمنين. عمرت حتى بلغها مقتل الحسين الشهيد فوجمت لذلك وغشي عليها وحزنت عليه كثيرا لم تلبث بعده إلا يسيرا وانتقلت إلى الله)) [سير اعلام النبلاء، ج3، ص467].
وجاء عن ابن عساكر في تاريخه: ((ماتت أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم سنة إحدى وستين حين جاء نعي الحسين، وهذا هو الصحيح)) [تاريخ مدينة دمشق، ج ٣، ص ٢١١]
وردّ ابن حجر القول بأنها ماتت سنة تسع وخمسين، واستقرب قول ابن حبان من أنها ماتت في آخر سنة إحدى وستين، فقال: ((قال الواقدي: ماتت في شوال سنة تسع وخمسين .. كذا قال، وتلقاه عنه جماعة، وليس بجيد … وقال ابن حبان : ماتت في آخر سنة إحدى وستين ، بعد ما جاءها الخبر بقتل «الحسين بن علي» قلت: – ابن حجر – وهذا أقرب)) [ الإصابة، ج8 ، ص 344، رقم : 11849، ترجمة هند – أم سلمة].
وهنا نجد أن سنة وفاة أم سلمة في أقوال العلماء مقرون بذكر إخبارها بمقتل الإمام الحسين (عليه السلام) وإعلامها الناس بمقتله، قال ابن الأثير: ((وروي أنّ النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم، أعطى أمّ سلمة ترابا من تربة الحسين حمله إليه جبرائيل، فقال النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم، لأمّ سلمة: إذا صار هذا التراب دما فقد قتل الحسين. فحفظت أمّ سلمة ذلك التراب في قارورة عندها، فلمّا قتل الحسين صار التراب دما، فأعلمت الناس بقتله أيضا. وهذا يستقيم على قول من يقول أمّ سلمة توفّيت بعد الحسين)) [الكامل في التاريخ، ج ٤، ص ٩٣].
وروى الطبراني في [المعجم الكبير،ج3، ص 108، ح2816]، وابن عساكر في [تاريخ مدينة دمشق، ج14، ص193]، والهيثمي في [مجمع الزوائد، ج9، ص189]، والسيوطي في [الخصائص الكبرى، ج2، ص152]، جميعهم عن شقيق بن سلمة، واللفظ للطبراني، قال: عن أبي وائل شقيق بن سلمة، عن أم سلمة، قالت: ((كان الحسن والحسين رضي الله عنهما يلعبان بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم في بيتي، فنزل جبريل عليه السلام، فقال: يا محمد، إن أمتك تقتل ابنك هذا من بعدك. فأومأ بيده إلى الحسين، فبكى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وضمه إلى صدره، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «وديعة عندك هذه التربة». فشمها رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال: «ويح كرب وبلاء». قالت: وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يا أم سلمة إذا تحولت هذه التربة دما فاعلمي أن ابني قد قتل» قال: فجعلتها أم سلمة في قارورة، ثم جعلت تنظر إليها كل يوم، وتقول: إن يوما تحولين دما ليوم عظيم)).
وأشار الزرقاني في شرحه على “المواهب اللدنية” أن بقاء أم سلمة في الحياة حتى بلغها خبر مقتل الإمام الحسين (عليه السلام) فيه معجزة، فقد قال: ((“قالت” أم سلمة: “ثم ناولني”، “كفا من تراب أحمر، وقال: “إن هذا من تربة الأرض التي يقتل فيها” الحسين، “فمتى صار دما، فاعلمي أنه قد قتل” فيه معجزة أخرى هي الإخبار بأن أم سلمة تعيش بعد قتل الحسين، “قالت أم سلمة: فوضعته في قارورة عندي، وكنت أقول: إن يوما يتحول فيه دما ليوم عظيم. الحديث” وتفصيل قصته يحرق الأكباد ويذيب الأجساد)) [شرح الزرقاني على المواهب اللدنية، ج10، ص150].
وروى ابن سعد في الطبقات بسنده عن شهر بن حوشب، أنه قال: ((إنا لعند أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم ، فسمعنا صارخة، فأقبلت حتى انتهت إلى أم سلمة، فقالت: قتل الحسين. فقالت: قد فعلوها، ملأ الله قبورهم – أو بيوتهم – عليهم نارا. ووقعت مغشياً عليها، وقمنا)). [الطبقات الكبرى، ج1، ص496، برقم 454]، ورواه أيضا ابن عساكر في ترجمة الإمام الحسين (عليه السّلام) من تاريخ دمشق ج14،ص 238 برقم 330 بإسناده إلى ابن سعد.
ودمتم سالمين