السائل = محمد باقر الميالي – العراق
السؤال = ما معنى النسب والصهر في قوله تعالى: (وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْمَاءِ بَشَراً فَجَعَلَهُ نَسَباً وَصِهْراً)؟
الأخ محمد المحترم، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
لا شك أنّ الماء يشكل القسم الأكبر من وجود الإنسان بالصورة التي يمكن القول أنّ المادة الأساس لوجود أي إنسان هي الماء، لهذا فإن مقاومة الإنسان إزاء العطش قليلة جدا، في حين يستطيع الإنسان أن يقاوم أياما وأسابيع حيال قلة المواد الغذائية.
ويحتمل قويا أيضا، أن جميع هذه المعاني تجتمع في مفهوم الآية، أي أن الإنسان الأول خلق من ماء، وأن تكون جميع أفراد البشر من ماء النطفة أيضا، وأن الماء يشكل أهم مادة في بناء جسم الإنسان أيضا . . . الماء الذي يعتبر من أبسط موجودات هذا العالم، كيف صار مبدأ ايجاد مثل هذا الخلق الجميل!؟ وهذا دليل بين على قدرته تبارك وتعالى.
بعد ذكر خلق الإنسان، يورد جل ذكره الكلام عن انتشار الإنسان، فيقول: فجعله نسبا وصهرا.
المقصود من ” النسب ” هو القرابة التي تكون بين الناس عن طريق الذرية والولد، مثل ارتباط الأب والابن، أو الإخوة بعضهم مع بعض، أما المقصود من ” صهر ” التي هي في الأصل بمعنى ” الختن ” هو الارتباط الذي يقام بين طائفتين عن هذا الطريق، مثل ارتباط الإنسان بأقرباء زوجته، وهذان الاثنان هما ما يعبر عنه الفقهاء في مباحث النكاح ب ” النسب ” و ” السبب”.
في القرآن المجيد في سورة النساء، أشير إلى المحارم النسبية النسب في سبعة موارد (الأم، البنت، الأخت، العمة، الخالة، بنت الأخ، بنت الأخت) وإلى المحارم السببية في أربعة موارد (بنت الزوجة، أم الزوجة، زوجة الابن، زوجة الأب). [لاحظ: تفسير الأمثل، ج11، ص286 – 287].
ودمتم سالمين