مركز الدليل العقائدي

القراءة المشتهرة المتواترة – قراءة حفص – قراءة شيعيّة خالصة

تفاصيل المنشور

السؤال

إذا كان سند قراءة عاصم وحفص من الشيعة وعلى عقيدتكم كما تزعمون، فأنتم مطالبون بأمرين: أولهما: النقل من كتب الجرح والتعديل وتراجم الرجال الخاصة بأهل السنة والجماعة بأن عاصماً أو حفصاً كانا من الرافضة، وثانيهما: فإن لم تستطيعوا إثبات ذلك من كتبنا فأنتم مطالبون أن تثبتوا ذلك من كتبكم وأن تبينوا لنا توثيقهم من كتب الرجال عندكم، كرجال الكشي أو رجال الطوسي او غيرها من كتب الرجال عندكم لنرى ان كنتم تعدونهم من رجالكم أم لا.

السائل

أحمد الأزهري

تفاصيل المنشور

السؤال

إذا كان سند قراءة عاصم وحفص من الشيعة وعلى عقيدتكم كما تزعمون، فأنتم مطالبون بأمرين: أولهما: النقل من كتب الجرح والتعديل وتراجم الرجال الخاصة بأهل السنة والجماعة بأن عاصماً أو حفصاً كانا من الرافضة، وثانيهما: فإن لم تستطيعوا إثبات ذلك من كتبنا فأنتم مطالبون أن تثبتوا ذلك من كتبكم وأن تبينوا لنا توثيقهم من كتب الرجال عندكم، كرجال الكشي أو رجال الطوسي او غيرها من كتب الرجال عندكم لنرى ان كنتم تعدونهم من رجالكم أم لا.

بسمه تعالى
والحمد لله وكفى، وسلام على عباده الذين اصطفى محمد وآله المطهرين..
راوي القراءة التي يقرأ بها المسلمون من الشرق إلى الغرب هو حفص بن سليمان وهو من أصحاب الإمام الصادق A، عن شيخه عاصم، وهو من أعيان شيعة الكوفة الأعلام، عن شيخه السّلمي، وهو من خواصّ عليّ A، عن أمير المؤمنين A، عن رسول الله J، عن الله عز وجل.
فهذه القراءة المشتهرة المتواترة بين المسلمين المعروفة بقراءة عاصم برواية حفص، لم يقع رجل واحد من أهل السنة في إسنادها، فرأس سلسلتها هو الإمام علي A، قرأ عليه أبو عبد الرحمن السلمي وهو شيعي، وقرأ عليه عاصم بن بهدلة وهو شيعي أيضاً، وقرأ عليه تلميذه حفص بن سليمان وهو شيعي، فكلهم من الشيعة، وإليك ترجمتهم:
فحفص بن سليمان من أصحاب الإمام جعفر الصادق A وقد أسند عنه، وقد ذكره العلامة السيد الأمين في كتابه أعيان الشيعة: ((حفص بن سليمان أبو عمرو الأسدي الغاضري المقري البزاز الكوفي. ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق عليه السلام وقد أسند عنه)) [أعيان الشيعة ج6 ص 201، وبمثلها ترجم في معجم رجال الحديث. راجع رجال الطوسي قدس سرّه ص 176].
وقال السيد الخوئي (قدس سره) في ترجمته من معجم رجال الحديث: ((حفص بن سليمان أبو عمرو: الاسدي الغاضري (الفاخري) المقرئ البزاز الكوفي، من أصحاب الصادق عليه السلام، اسند عنه رجال الشيخ. [معجم رجال الحديث، للخوئي، ج7، ص148].
وأما (عاصم بن أبي النجود) فقد ذكره العلامة السيد محسن الأمين أيضاً في كتابه أعيان الشيعة، فقال: ((وعاصم بن أبي النجود: بهدلة الكوفي، أحد القراء السبعة قرأ على أبي عبد الرحمن السلمي الذي قرأ على أمير المؤمنين عليه السلام ومن أصحابه ، ونقل عن المنتهى للعلامة أنه قال : أحب القراءات إليّ قراءة عاصم من طريق أبي بكر بن العياش وقرأ أبان بن تغلب الذي هو شيخ الشيعة على عاصم ولعاصم روايتان الأولى رواية حفص بن سليمان البزاز كان ابن زوجته الثانية ورواية أبي بكر بن عياش ، وعاصم من الشيعة بلا كلام نص على ذلك القاضي نور الله والشيخ عبد الجليل الرازي المتوفى سنة 556 شيخ ابن شهرآشوب في كتاب نقض الفضائح أنه كان مقتدى الشيعة” [أعيان الشيعة، ج7، ص407 ترجمة رقم1415].
وقال السيد الخوئي (قدس سره) في المعجم: ((عاصم بن بهدلة: أبي النجود الكوفي: أحد القراء السبعة وقراءته عن طريق حفص معروفة مشهورة وكل ما رأيناهن من المصاحف القديمة والحديثة قد رسم خطه على طبق قراءته. قال حفص: قال لي عاصم: ما كان من القراءة التي أقرأتك بها هي القراءة التي قرأت بها على أبي عبد الرحمن السلمي عن علي عليه السلام)). [معجم رجال الحديث، ج10، ص141، رقم: 6057].
وأما (أبو عبد الرحمن السّلمي) فهو معروف بتشيّعه لأمير المؤمنين A وملازمته له في حروبه التي ذكرها التاريخ، فقد كان في جيش الإمام علي A في حرب صفين – التي قتل فيها عمار بن ياسر رضوان الله تعالى عليه – ضد الفئة الباغية المتمثلة بمعاوية بن أبي سفيان. [راجع: تاريخ الطبري، ج5، ص40، مقتل عمار بن ياسر].
وذكره السيد حسن الصدر في كتابه (تأسيس الشيعة لعلوم الإسلام) بما يلي: ((أبو عبد الرحمن السلمي: ومنهم أبو عبد الرحمن السلمي، عبد الله بن حبيب شيخ قراءة عاصم، قرأ عليه عاصم وعليه تخرج، قال ابن قتيبة: كان من أصحاب علي، وكان مقرئاً ويحمل عنه الفقه)) [تأسيس الشيعة لعلوم الإسلام، ص342].
وأما علماء اهل السنة من أئمة الجرح والتعديل فعندهم أن راوي قراءة المسلمين وهو حفص بن سليمان ضعيف، متروك الحديث، كذاّب، وضاع، فقد جاء في تحرير تقريب التهذيب: ((حفص بن سليمان الأسدي. متروك الحديث)) [تحرير تقريب التهذيب، ج1، ص312].
وجاء في تهذيب التهذيب: ((وقال ابن أبي حاتم عن عبد الله عن أبيه: متروك الحديث. وقال عثمان الدارمي وغيره عن ابن معين: ليس بثقة. وقال ابن المديني: ضعيف الحديث، تركته على عمد. وقال البخاري: تركوه. وقال مسلم: متروك. وقال النسائي: ليس بثقة، ولا يكتب حديثه. وقال صلاح بن محمد: لا يكتب حديثه وأحاديثه كلها مناكير. وقال ابن خراش: كذاب، متروك، يضع الحديث. وقال ابن حيان: كان يقلب الأسانيد، ويرفع المراسيل. وحكي ابن الجوزي في الموضوعات عن عبد الرحمن بن مهدي قال: والله ما تحل الرواية عنه. وقال الدارقطني: ضعيف. وقال الساجي: حفص ممن يذهب حديثه، عنده مناكير)) [تهذيب التهذيب، ج12، ص401 نقلا عن البيان: ص131].
هذا هو حال راوي قراءة المسلمين حفص بن سليمان، عند أهل السنة، ضعيف، كذاب، وضاع، متروك الحديث، ليس بثقة، لا يكتب حديثه، أحاديثه كلها مناكير، يقلب الأسانيد، لا تحل الرواية عنه!!

والحمد لله أوّلا وآخراً، وصلّى الله وسلّم على سيّدنا ونبيّنا محمّد وآله الطيّبين الطاهرين المعصومين المنتجَبين.