مركز الدليل العقائدي

الفرق بين التقية والنفاق

تفاصيل المنشور

تفاصيل المنشور

توجد عدة فروق بين التقية والنفاق منها:

1 – التقية ثبات القلب على الإيمان وإظهار خلافه باللسان فقط، لضرورة مقبولة شرعاً وعقلاً. والنفاق عكس ذلك تماماً فهو ثبات القلب على الباطل وإظهار الحق على اللسان فقط، بحيث لا يتعدى فعل المنافق إلى فعل المؤمن، وأين هذا من ذاك؟

2 – التقية لا تكون من غير ضرورة أو مصلحة معتد بها شرعاً، وأما النفاق فهو خالٍ من كلِّ ذلك تماماً، فهو مرض في قلوب المنافقين الذين يحسبون كل صيحة عليهم، فكيف يستويان؟ ومن هذا النفاق الدخول على سلاطين الجور والأمراء الفسقة وإطرائهم بما ليس فيهم وتزكيتهم من دون أدنى ضرورة وبلا إكراه وإنّما لا أجل التزلف إليهم ثم ذمهم عند الخروج منهم كما كان يفعله عريف الهمداني، وعروة بن الزبير، وناس من التابعين؛ مما حمل بعض الصحابة على تنبيههم على هذا النفاق (1).

3 – اعتنى القرآن الكريم ببيان رفع الحرج والعسر والشدة والضرر، وكذلك السُنّة النبوية، زيادة على طرح الفقهاء لجملة من القواعد الفقهية المبيّنة لذلك، وكل هذا يدخل في دائرة التقية وبيان حكمها الشرعي، وفي المقابل جاء التحذير الشديد بشأن النفاق وبيان مساوئه، ولم يعد القرآن الكريم مَن اتّقى إلاّ بكلِّ خير، بينما وعد المنافقين بكلِّ عذاب مهين.

4 – جواز التقية ثابت بنص القرآن الكريم، وحرمة النفاق ثابتة بعشرات النصوص القرآنية، ولو جاز القول بأن التقية نفاق، فلم يبق إلاّ القول بأنّ الشريعة الإسلامية أحلّت للمسلمين النفاق ثم نُسخ هذا الحكم بالحرمة، وهو كما ترى قول مضحك لا يقوله إلاّ السفيه الاَحمق.

5 – التقية فضيلة – كما مرّ – والنفاق رذيلة بلا شكٍّ، فكيف يجوز حمل أحدهما على الآخر.

6 – القول بنظرية عدالة الصحابة يثبّت الفرق بين التقية والنفاق بأوضح وجه؛ لثبوت عمل الصحابة بالتقية … ومعنى قولهم أنّ التقية نفاق يعني أنّ عدول الصحابة منافقون. وهذا مالا يرتضيه المنافقون أنفسهم (2).

_____________________

  (1) اُنظر: صحيح البخاري 9: 89، باب ما يُكرَه من ثناء السلطان، وإذا خرج قال غير ذلك، من كتاب الاَحكام. والسنن الكبرى | البيهقي 8: 164 و165. والسنن الواردة في الفتن | أبو عمرو الداني 1 ـ 2: 408 ـ 409 | 149. وفتح الباري 3: 170.

 (2) انظر: التقية في الفكر الإسلامي، مركز الرسالة: ص123-124.

الفرق بين التقية والنفاق