تفاصيل المنشور
- المستشكل - خليل الدليمي
- المُجيب - مهدي الجابري الموسوي
- 326 مشاهدة
تفاصيل المنشور
يحاول الشيعة الروافض جهدهم نفي منقبة من مناقب الصديق التي أثبتها الله له وأنزل فيها قرآن إذ كان في الغار مع النبي (ص) فموتوا بغيضكم.
المستشكل
خليل الدليمي
يحاول الشيعة الروافض جهدهم نفي منقبة من مناقب الصديق التي أثبتها الله له وأنزل فيها قرآن إذ كان في الغار مع النبي (ص) فموتوا بغيضكم.
بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله وكفى، وسلام على عباده الذين اصطفى محمد وآله المطهرين..
توجد روايات في صحيح البخاري تقول: إن أبا بكر لم يكن مع النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) في الغار، بل كان في المدينة.
فقد روى البخاري في الجزء الأول من صحيحه ص170، عن ابن عمر قال: «لَمَّا قَدِمَ المُهَاجِرُونَ الأَوَّلُونَ العُصْبَةَ – يعني مَوْضِعٌ في قُبَاءٍ – قَبْلَ مَقْدَمِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَؤُمُّهُمْ سَالِمٌ مَوْلَى أَبِي حُذَيْفَةَ، وَكَانَ أَكْثَرَهُمْ قُرْآنًا».
والسؤال: من هؤلاء الذين قدموا إلى المدينة قبل رسول الله (ص) وكان سالم يؤمهم؟
البخاري يجيب عن هذا السؤال في صحيحه ج8 ص 115 برواية ورد فيها أسماء من كان يؤمهم سالم بن حذيفة في الصلاة، والرواية أيضاً عن ابن عمر، فابن عمر في الروية الأولى نقل لنا أن سالما كان يؤم المهاجرين الأولين الذين قدموا إلى المدينة قبل مقدم رسول الله (صلى الله عليه وآله) ولم يبين لنا من هم، وهنا في الرواية الثانية يخبرنا ابن عمر ويكشف لنا عن أسماء هؤلاء المهاجرين الذين أمهم سالم بن حذيفة في الصلاة، فقال ابن عمر في رواية البخاري: «كَانَ سَالِمٌ مَوْلَى أَبِي حُذَيْفَةَ يَؤُمُّ المُهَاجِرِينَ الأَوَّلِينَ، وَأَصْحَابَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي مَسْجِدِ قُبَاءٍ فِيهِمْ أَبُو بَكْرٍ، وَعُمَرُ، وَأَبُو سَلَمَةَ، وَزَيْدٌ، وَعَامِرُ بْنُ رَبِيعَةَ».
فالرواية الأولى صريحة بأن إمامة سالم للمهاجرين الأوائل كانت قبل مقدم رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، والرواية الثانية صريحة في أن أبا بكر كان ضمن الذين يؤمهم سالم مولى أبي حذيفة في المدينة.
وهذا كما ترى يثبت بوضوح أن أبا بكر لم يكن في الغار مع النبي (صلى الله عليه وآله وسلم).
ولم يرد عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أي قول أو نص يثبت أن أبا بكر كان معه في الغار، ولو كان ذلك لطارت هذه المنقبة أي مطار!!.
والسؤال: إذن من الذي كان مع النبي في الغار؟
ذكر جماعة من علماء أهل السنة منهم: ابن حجر في الفتح ج7 ص 186، وابن الأثير في الكامل ج2 ص 104، وابن كثير في البداية والنهاية ج3 ص 218. ذكروا: أنه كان مع النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) في هجرته شخص اسمه عبد الله بن اريقط بن بكر الذي كان دليلاً حاذقاً يعرف طريق الصحراء جيداً، هذا هو من كان مع النبي (ص).
والحمد لله أوّلا وآخراً، وصلّى الله وسلّم على سيّدنا ونبيّنا محمّد وآله الطيّبين الطاهرين المعصومين المنتجَبين.